عضو بارز ينسحب من جلسة “مجلس الشعب السوري”.. ما الحكاية؟

فريق التحرير19 يناير 2021آخر تحديث :
علي الشيخ عضو “مجلس الشعب السوري”

أيمن أبو المجد – حرية برس:

انسحب “علي الشيخ” عضو مجلس الشعب السوري عن محافظة ريف دمشق، من جلسة مجلس الشعب التي حضرها رئيس حكومة النظام وعدد من الوزراء، أول من أمس الأحد.

انسحاب الشيخ، الذي يعد سابقة من نوعها، جاء بعد مشادة كلامية مع حمودة الصباغ رئيس المجلس، واحتجاجاً على تخصيص الصباغ، دقيقة واحدة فقط ولعدد محدد من الأعضاء، للحديث عن مشاكل المواطنين والأزمات التي تعصف بهم، وذلك حرصاً على وقت الحكومة وفق كلام الصباغ.

الشيخ عاد إلى الجلسة قبل انتهاء انعقادها، وتحدث عما يريد باستفاضة، فكيف كان له ذلك ومن هو علي الشيخ؟

علي عبد الجليل الشيخ، من مواليد١/١/١٩٦٠ في بلدة العتيبة بغوطة دمشق الشرقية. لديه اثنان من أولاد أخيه في سجون نظام الأسد، وابن أخ آخر في منطقة إدلب، وآخر في منطقة درعا، فيما استشهد ابن أخ له في منطقة المرج أثناء معارك وقصف الغوطة الشرقية.

كان الشيخ يحمل شهادة الدراسة الإعدادية عندما بدأ عمله كموظف في المؤسسة العامة الاستهلاكية في ثمانينيات القرن الماضي، وتنقل بين أفرعها في بلدات العتيبة والعبادة والنشابية، ولم يكن آنذاك رغبة كبيرة لدى المواطنين بالعمل الحكومي نظراً للأجور المتدنية.

لكن العمل في المؤسسات الاستهلاكية كان له مردود إضافي للموظف سواء مما يحصل عليه من المواطنين، أو مما يوفره لنفسه من المواد الغذائية، خاصة في تلك الفترة، حيث كان الشعب يعاني من ندرة المواد الغذائية، ومن الاصطفاف على طوابير المؤسسات.

في أواخر ثمانينات القرن الماضي، وبالتوازي مع عمله في المؤسسة، أصبح “الشيخ” عضو قيادة رابطة (نايف الغول) لاتحاد شبيبة الثورة وعضو قيادة فرقة حزبية.

ومن خلال عمله في المؤسسات الاستهلاكية توسعت شبكة علاقاته، وتمكن من استلام أمين رابطة الشبيبة، ويشترط لشغل هذا المنصب التفرغ الوظيفي، وهنا نُدب “الشيخ” إلى الشبيبة.

 ثم نجح “الشيخ” بالحصول على صفة عضو فرع ريف دمشق لاتحاد شبيبة الثورة، وبعد عام  ٢٠٠٠ وصل إلى منصب رئيس فرع ريف دمشق لاتحاد شبيبة الثورة. وفي عام ٢٠٠٩ تم إحداث “شعبة دوما الثانية” لحزب البعث العربي الاشتراكي، وأصبح الشيخ أول رئيساً للشعبة.

وفي عام ٢٠١٢ تم إدراج “الشيخ” ضمن قائمة الجبهة الوطنية التقدمية، وأصبح عضواً في مجلس الشعب، وتم تكليفه بمهمة أمين سر لجنة المصالحة الوطنية في المجلس، كما تم تكليفه بعدة لجان أخرى في مجلس الشعب.

وفي عام ٢٠٢٠ تمكّن من الفوز بعضوية مجلس الشعب للمرة الثالثة على التوالي بعد إدراج اسمه أيضاً بقائمة الجبهة الوطنية التقدمية.

وكان قد حصل “الشيخ” على الشهادة الثانوية في تسعينيات القرن الماضي، أي عندما كان في عمر الثلاثينيات، وكونه عضو عامل بالحزب تمكن حينها من التسجيل في جامعة دمشق- كلية الشريعة بشكل مباشر دون النظر للعلامات، إذ كانت القوانين تتيح ذلك آنذاك، لكنه لم يتمكن من التخرج، ولم يحصل على شهادة جامعية ما حرمه من مناصب كان يمكن أن يشغلها لو توفرت الشهادة الجامعية لديه.

“علي الشيخ” هو شقيق أبو يحيى الشيخ الشرعي السابق والبارز في جيش الإسلام، وفي عام ٢٠١٨ أقنع علي شقيقه أبو يحيى (أحمد) بتسوية وضعه وعدم الخروج إلى الشمال السوري.

وبعد عدة أشهر من بقائه في الغوطة الشرقية، وخروجه بلقاء على التلفزيون السوري قال فيه: إنه تم التغرير بالشعب، ولاحقاً تم اعتقال “أبو يحيى”، وصدر بحقه حكم الإعدام، ونشر القرار على وسائل إعلام النظام، لكن القرار لم يُنفذ.

يُعد “الشيخ” من أبرز الشخصيات الحزبية في ريف دمشق، ويتمتع بعلاقات قوية مع كافة الأجهزة الأمنية ومع كبار ضباط الجيش السوري، وهذا ما مكّنه من بناء منزل مؤلف من ثلاثة طوابق في بلدته العتيبة القريبة من مطار دمشق الدولي، والتي يُحظر فيها بناء منزل ارتفاعه أكثر من طابقين.

اتهم “الشيخ” خلال الثورة بتهريب ولديه؛ وهما طبيب وصيدلاني، إلى لبنان، كي لا يخدموا في صفوف جيش النظام السوري، وحفاظاً على سلامتهم، عاد أحدهما لاحقاً إلى دمشق.

ويقول أبناء بلدته: إنه يملك محطة وقود وثلاث صيدليات، إضافة إلى أعداد كبيرة من العقارات.

انسحاب الشيخ من جلسة مجلس الشعب وبحضور رئيس الحكومة لم تكن لتصدر عن عضو عادي لا يتمتع بحماية أمنية عالية، وما هي إلا “مقطع تمثيلي” للإيحاء بوجود “الديمقراطية”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل