يِقال إن الإنسان كائن اجتماعي بطبيعته، يعيش مع جماعات وسط بيئة محددة فيشكلون مجتمعاً له عادات وتقاليد محددة.
فما هي العادات والتقاليد ؟! وما أثرها على الفرد؟! وهل تعكس نتائج إيجابية أم سلبية؟!
هناك بعض الأقاويل تتفق على أن كل شيء نفعله أكثر من ثلاث مرات يصبح عادة، والعادة تمارس بدون أي جهد أو تفكير.
حيث إن الإنسان حين يولد يكون عبارة عن صفحة بيضاء خالية من أي معرفة أو معتقد وما إن ينمو ويبدأ يخالط أقرانه ويؤثر ويتأثر في مجتمعه حتى تبدأ تلك العادات والتقاليد بالانتقال إليه تلقائياً.
إذاً فالعادة: هي كل فعل اعتاده الناس، وقاموا بتكراره في العديد من المناسبات المختلفة.
وأما التقاليد: فهي أن يتبع الجيل ماقد قام بفعله الجيل السابق، فالتقاليد موروثة من الأجيال السابقة.
ومن المؤكد أن العادات والتقاليد لم تأت من فراغ، ولم تخلق من اللاشيء، وهي تختلف من مجتمع لآخر وأيضاً من أسرة إلى أسرة أخرى.
ويرتبط التمسك بها والإصرار عليها تبعاً لثقافة المجتمع، فالمجتمعات المنفتحة والمتعلمة أكثر قدرة على تجاوز العادات والتقاليد من المجتمعات الأمية.
وأيضاً المجتمعات في المدن أقل تمسكاً بالعادات والتقاليد بعكس الأناس في الأرياف والقبائل فنلاحظ تمسكهم وتعصبهم وتقديسهم لتلك العادات.
والعادات والتقاليد تشبه العملة ذات الوجهين، لها وجه ايجابي ينعكس على أفراد المجتمع، ولها سلبياتها التي تقيد بها أفرادها وتجعل تفكيرهم محدوداً وبالتالي تحد من تطوير المجتمع.
وبعض إيجابيات العادات والتقاليد بأنها تبعث الطمأنينة في نفوس أفرادها وتعزز انتماءهم وتماسكهم كجماعة وأيضا تسد الفجوة بين الأجيال من خلال الروابط المشتركة بينهم.
ولكن بعض المجتمعات تتعامل مع العادات والتقاليد بشكل مبالغ فيه وكأنها سنة ومن أصول الدين وخصوصاً بالمواضيع التي تخص المرأة.
وقد وصف الشرع العادات والتقاليد “بالعرف”، وهذا العرف إما صحيح وإما فاسد!!
الصحيح ماوافق الشرع، والإفساد ما خالفه.
ومن أمثلة العرف الصحيح والعرف الفاسد، حيث أن اتفاق الناس على المهر إلى مؤجل ومعجل لامخالفة للشرع فيه وهو عرف صحيح، أما بعض العقود الربوية فهي عرف فاسد ومخالف للشرع..
حيث نجد تساهلاً كبيراً في بعض المجتمعات أو القرى وخلطهم الكبير بين ماهو صحيح وما هو فاسد، وتمسكهم ببعض الأمور دون الرجوع للشرع لمعرفة مافعلوه أو ما اكتسبوه مخالف أم موافق.
فالقيد ليس عبارة عن حبال وسلاسل تقيدك وتشل حركتك الجسدية، القيد الحقيقي هو قيد الفكر، قيد العادات والتقاليد الخاطئة التي تمنعنا من التقدم إلى الأمام، تمنعنا من العمل والإنتاج وتبقينا سجناء داخل قوقعة عاداتنا متحجرين متمسكين بأفكار لاتمت للحقيقة والشرع بصلة
قيد العقل أقوى من قيد السجن، فتحرر.
Sorry Comments are closed