فاطمة
شعر: ياسر الأطرش
إلى فاطمة التي تقاوم السرطان والجهالة والاستبداد وتبتسم للحياة.. إلى كل الفواطم اللواتي شكلن جزءاً من هويتنا وخصوصيتنا
هزّي بجذع النخل، لا تتأخري
إنَّ الدموع تلبدت في المحجرِ
يا أمّ كلّ الناس، ليس بمشبعٍ
خبزٌ بملح يديكِ لم يتعطرِ
ويظلُّ منقوصاً رغيف حياتنا
إنْ لم تجودي بالكمال وتمطري
يا من نراها في البعيد قريبةً
حتى وإنْ مُلئتْ نوىً.. لم تَهجرِ
تُرخي الأمان على القلوب، وكلما
ذُكرتْ تُغمَّسُ أنفسٌ بالكوثر
في إسمها وصفاتها ومجازها
ما يُسكِرُ الكلمات فوق الأسطرِ
شماء تستجدي الجبالُ ثباتها
ولدى الغرام تصير قطعة سكرِ
برزت إلى جند الحياة، وما لها
إلا تراتيل الصباح الأشقرِ
فتناوشتها المفجعات ولم تزل
حتى رمتها بالأضرِّ الأكدرِ
أكلوا شبيبتها البنون فمثَّلت
دور الشباب لينعموا بالأكثرِ
وإذا قضوا شيئاً ولم تسطيعهُ
رسمتهُ حلماً في فضاء الدفترِ
ما مرَّ بالبيت الخريفُ، فبيتها
متشبِّعٌ حدَّ التقى بالأخضرِ
حتى إذا خطر البكاء ولم تجدْ
ستراً، تغطت بالغمام الممطرِ
وتنكرت للخوف، ينخر عظمها
(السرطانُ) وهي تُرِيهِ أجمل منظرِ
تتعقب الأوجاع بالحسنى، وكم
ليلٍ غدا صبحاً بحكمة مُبصرِ
فتنسَّموا من صوب فاطمةَ الهوى
وتعرَّفوا قلب الحنان الأطهرِ
وتباركوا بالحزن، إنّ عيونها
فكُّ الكروب لكل قلبٍ معسرِ
- إسطنبول 16-10-2020
Sorry Comments are closed