ياسر محمد- حرية برس:
كشف رئيس الوزراء التركي السابق، أحمد داود أوغلو، عن أسرار سقوط حلب ومناطق شمال وشرق سوريا، وعدم تمكن المعارضة من تحريرها، في الوقت الذي أكد فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا ستبقى حاضرة في كل مفاصل القضية السورية.
وفي التفاصيل، كشف رئيس الوزراء التركي ووزير الخارجية الأسبق، أحمد داود أوغلو، أن قادة انقلاب 15 تموز/ يوليو أفشلوا مساعي بلاده في تحرير حلب والرقة ودير الزور من قبضة نظام الأسد عام 2014.
وأضاف أوغلو في لقاء على قناة “خبر تورك” المحلية، أنه عرض على إيران الضغط على بشار الأسد مع بداية الثورة السورية في سبيل منعه من استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين، إلا أن إيران طلبت مقايضة سوريا بالبحرين التي شهدت انتفاضة شعبية عام 2011 تم احتواؤها.
وأشار داود أوغلو إلى اجتماع حكومة بلاده عام 2014 للضغط على هيئة أركان الجيش وتحرير محافظات حلب والرقة ودير الزور من قبضة الأسد، إلا أن بعض القادة العسكريين عارضوا ذلك بشدة، ليتبين فيما بعد أنهم يعملون لصالح تنظيم “جماعة الخدمة” بزعامة “فتح الله غولن” وهم أنفسهم قادوا محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز/ يوليو عام 2016.
وانتقد داود أوغلو تردد بلاده في تقديم الدعم المباشر آنذاك لمقاتلي الجيش السوري الحر حتى يتمكنوا من إحكام قبضتهم على المناطق التي كانوا يسيطرون عليها.
وتابع قائلاً: “لو خاطرنا بالمجازفة قليلاً كما فعلت روسيا لما آل الحال إلى ما هو عليه اليوم في سوريا، ولكان ثقلنا وتأثيرنا في المنطقة أكبر مما هو عليه الآن، خسرنا حلب بسبب علاقتنا مع الروس، وها نحن نخسر إدلب أيضاً”.
وفي سياق قريب، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده يحق لها التدخل في القضية السورية من كل نواحيها.
وقال أردوغان، في افتتاح الدورة التشريعية الـ 27 للبرلمان التركي، أمس الخميس، “إذا كان يحق لدولة في العالم أن تتدخل في القضية السورية من جميع نواحيها، فستكون هذه الدولة هي تركيا”، وذلك نظراً للتاريخ الطويل والعميق والجغرافية المشتركة بين البلدين.
وأكد الرئيس التركي أنه “لا يحق لأحد أن يسأل ماذا تفعل تركيا في سوريا إذا كان لا يعرف التاريخ أو الجغرافيا، أو إذا كان لديه حسابات أخرى في ذهنه”.
وأشار أردوغان إلى أن حدود تركيا مع سوريا البالغ طولها 911 كيلومتراً، أوجدت علاقات إنسانية وثقافية واجتماعية وحتى اقتصادية واسعة وعميقة نتجت عن هذا الماضي المتجذر بين شعبي البلدين، مضيفاً: “الشعوب التي تعيش على جانبي الحدود يجمعها ماضٍ مشترك منذ آلاف السنين”.
وشدد أردوغان على أن بلاده ستستخدم كل الطرق والوسائل للوصول إلى حل يحفظ سلامة سوريا ووحدة أراضيها وتأمين حدودها، مضيفاً “سنواصل عملياتنا حتى يتم تدمير آخر إرهابي”.
يذكر أن تركيا ما زالت ترسل قوات عسكرية كبيرة إلى نقاطها المنتشرة في إدلب وما حولها، كما سيرت أمس دورية منفردة على طريق حلب اللاذقية الدولي، وذلك للمرة الأولى بعدما كانت تسير تلك الدوريات مشاركة مع القوات الروسية، وفق اتفاق إدلب الأخير في آذار الماضي بين الأتراك والروس.
عذراً التعليقات مغلقة