جحيم المرأة بين التدين الزائف والأعراف الظالمة

عبير الصفتي19 سبتمبر 2020آخر تحديث :
جحيم المرأة بين التدين الزائف والأعراف الظالمة

في ظل الصحوة النسائية التي ظهرت مؤخرا خصوصا في مصر وبعض دول الجوار وعلى الرغم من أن تلك الصحوة لاقت الكثير من الدعم في الأوساط الثقافية وبين الحقوقيين بل ووصلت إلى العامة من الشعب والذين انقسمت آراؤهم بين مؤيد لموجة الوعي القائمة وبين معارض يراها عبثا لا فائدة منه ورغم استمرار محاولات الحركات النسوية لنشر الوعي الا أن المرأه المصرية لا زالت من أكثر النساء اللاتي يمارس ضدهن العنف بكافة أشكاله، بدءا من العنف الممارس ضدهن من قبل الأفراد أو الدول علي سبيل المثال لا الحصر فهناك «العنف الجسدي مرورا بزواج القاصرات، والتحرش الجنسي، وختان الإناث».

حيث أوضح الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، أرقاماً صادمة عن حالة العنف ضد المرأة في مصر، وأكد أنه وفقا لإحصائية أجريت حول العنف الاجتماعي ضد المرأة في الفئة العمرية (18-64) بمصر، بأن حوالي 34 في المائة من النساء المتزوجات تعرضن لعنف بدني أو جنسي من قبل الأزواج، كما أن أكثرمن ربع النساء المصريات (27.4 في المائة) تزوجن قبل بلوغهن 18 سنة.

وذكر الجهاز المركزي للإحصاء أيضاً أن حوالي 10 في المائة من النساء المصريات تعرضن للتحرش في الشارع، بجانب تعرض نحو 7 في المائة منهن للتحرش في المواصلات العامة، وذلك فقط خلال ال12 شهرا السابقين للاحصائية.

وطبقًا لمؤسسة (طومسون رويترز- Thomson Reuters)، فقد صُنّفت القاهرة على أنها المدينة الأكثر خطورة في العالم علي المرأه حيث جاء في دراسة قامت بها الأمم المتحدة عام 2013 حول العنف ضد المرأة في مصر فقد وجد أن (99%) من النساء في مصر كنّ ضحايا لحوادث التحرش، أي أنهن كل نساء مصر تقريبا.

فضلا عن الممارسات العرفية أو التقليدية الضارة كختان الاناث والذي كانت نسبته في مصر طبقا لاحصائيات الجهاز المركزي للاحصاء تبلغ نحو 90 في المائة من السيدات المصريات تعرضن للختان، كما أن هناك أشكالاً من العنف ترتكبها أو تتغاضى عنها الحكومات كالزواج بالإكراه والاغتصاب أثناء الحروب وزواج القاصرات وما يسمونه جرائم الشرف، كما أن هناك أيضا إجبار النساء علي الحمل والإجهاض الإجباري والبغاء قسرا والاتجار بالبشر كما أن هناك أيضا أشكال من العنف تمارسها الشرطة ضد النساء.

فاذا تحدثنا مثلا عن التحرش فسنجد أنه طبقا لإحصائيات قامت بها بعض المنظمات الحقوقية الداعية للمساواة فإن حوالي (43%) من الرجال بمصر يعتقدون أن النساء تحب أن يتعرضن للتحرش مفترضين أن النساء يستمتعن بلفت الانتباه لهن. كما أوضحت الدراسة أن ما يقارب ثلثي الرجال الخاضعين للدراسة قد اعترفوا بارتكابهم لوقائع التحرش بالنساء، بل والأدهى أن أكثر من ثلاثة أرباعهم كانوا يبررون سلوكهم بأن ملابس النساء هي ما يستفزهم لفعل هذا.

بل والكارثة أن هناك (84%) من الإناث بمصر يعتقدن بأن من ترتدي زيا كاشفًا أو غير محتشم علي حد وصفهن فإنها تستحق أن تتعرض للتحرش ويبدو أن الميل للعنف سلوك سائد في مجتمعنا بشكل عام حيث أن نصف الرجال المشاركين في الاحصائية قد اعترفوا بممارسة العنف مع زوجاتهم مرة واحدة على الأقل. ويعتقد (90%) من الرجال و (70%) من النساء الخاضعات للإحصائية أنه يجب على النساء «التعايش مع ذلك العنف والرضا به للحفاظ على الأسرة».

أما عن الاغتصاب فللأسف ترى الكثير من النساء خاصة أنه يجب علي من تعرضت للاغتصاب أن تتزوج من اغتصبها إخفاء للعار والأدهى ان بعض الدول تسقط العقوبى عن المغتصب إذا تزوج ضحيته.

وفي مصر ينقسم القانون في هذا الشأن إلى جزئين الجنح وتشمل قضايا التحرش الجنسي، والجنايات وتشمل تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، والاغتصاب، والخطف، والاعتداء الجنسي. أما عن الدستور المصري فيما يتعلق بالمرأة فقد نصت المادة 11 على أن «تكفل الدولة تحقيق المساواة بين المرأة والرجل في جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية» وفقاً لأحكام الدستور.

ورغم كل هذا ما زالت العديد من النساء في مصر يخضعن للختان بالإكراه حيث أوضحت الدراسة أن هناك 9 من كل 10 سيدات يقعن ضحايا لجريمة الختان.

وعن الرأي الشرعي في الختان فقد أكدت دار إلى أنها اطلعت علي الداسات والبحوث التي أثبتت الأضرار البالغة والنتائج السلبية لختان الإناث؛ وبناء عليه فقد أصدرت عام 2006 بيانًا يؤكد أن الختان من قبيل العادات لا الشعائر، وأن المطلع على حقيقة الأمر لا يسعه إلا القول بالتحريم.

وعندما نتطرق الي أزمة زواج القاصرات سنري أن العديد من المصريات يتزوجن قبل أن تصل الي 18 عاماً ورغم أن القوانين المصرية تمنع هذا الا أن القانون لا يطبق بشكل فعلي في الغالب ولا يوجد عقوبات رادعة تجعل المقبلبن علي هذه الأفعال يخشون عواقبها.

عزيزي القارئ هذا ماتعانيه المرأة في مجتمعنا الذي يدعي التدين ويرفض المساواة تحت حجج بالية.

مجتمعنا أعزائي الذي يقبل ويتغاضى عن كل هذه الجرائم بنفس راضية وضمير نائم وادعاءات تدين كاذبة لكنه يثور وينتفض إذا شاهد فتاه تغني.. ترقص.. أو تخلع الحجاب. مجتمعنا يا سادة تقتل فيه النساء بلا رادع يسلب منهن حقهم في التعليم بلا مانع يحرمن من الحياة تحت أسباب واهية وعاهات يسمونها عادات أعزائي المتمسحين في الدين .. الله لا يفرق بين ذكر وأنثى.

أيها المدافعون عن العادات البالية كفاكم ازدواجية رجاء وزنوا الامور بميزان العدل ولو مرة. فقد طفح كيل النساء من تدينكم الزائف وأعرافكم الظالمة.

التعليقات تعليقان

عذراً التعليقات مغلقة

  • ابراهيم ابو السعود
    ابراهيم ابو السعود 4 سبتمبر 2020 - 4:00

    برافو يا استاذه عبير
    مقال رائع جدااا

    • عبير الصفتي
      عبير الصفتي 4 سبتمبر 2020 - 7:43

      شكرا لحضرتك استاذي الفاضل

عاجل