ياسر محمد- حرية برس:
قالت وكالات إغاثة إن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي قضى بفتح معبر واحد بدلاً من معبرين حدوديين لتسليم المساعدات من تركيا إلى شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة، سيؤدي إلى زيادة معاناة ملايين الأشخاص ممن يعيشون في المنطقة.
ويوم السبت اتخذ مجلس الأمن الدولي قراراً بتمديد المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود لمدة عام واحد، على أن يُغلق معبر “باب السلامة” الحدودي بين تركيا وحلب، وتصل المساعدات عبر معبر “باب الهوى” بين تركيا وإدلب فقط.
وجاء القرار بعد 5 محاولات فشلت أربعة منها بسبب الفيتو الروسي الصيني، أو بسبب اعتراض الدول الداعمة للسوريين على مشاريع تقدمت بها روسيا تربط دخول المساعدات بموافقة نظام الأسد.
وقالت وكالات الإغاثة العاملة في سوريا في بيان مشترك، نقلته رويترز: “ستزداد في شمال غرب سوريا، حيث تم إغلاق شريان حيوي عبر الحدود…، صعوبة الوصول إلى ما يقدر بنحو 1.3 مليون شخص يعتمدون على الغذاء والدواء الذي تقدمه الأمم المتحدة عبر الحدود”.
وأضاف البيان: “لن يتلقى كثيرون الآن المساعدة التي يحتاجون إليها. ستهدر أرواح. وستزداد المعاناة”.
وقال البيان: “هذه ضربة مدمرة مع تأكيد أول حالة إصابة بكوفيد-19 في إدلب المنطقة التي ضعفت بنيتها التحتية في مجال الصحة بشكل كبير”.
وفي بيان منفصل قالت منظمة أطباء لحقوق الإنسان إن قرار مجلس الأمن “أغلق الطرق المباشرة أمام مئات الآلاف من النازحين السوريين الذين هم في أمس الحاجة للغذاء والدواء”.
مدير فريق “منسقو استجابة سوريا”، محمد الحلاج، قال في تصريحات لصحيفة “عربي21”: إن ما يثير المخاوف هو تأكيد روسيا على ضرورة إجراء مراجعة دورية لعملية إدخال المساعدات، وتقديم نتائج المراجعة كإحاطة في مجلس الأمن، ما يؤشر إلى مخططات روسية مقبلة.
وأوضح الحلاج، أنه بحسب وجهة نظر روسيا، يخضع معبر باب الهوى من الجانب السوري لسيطرة “هيئة تحرير الشام” المصنفة على قوائم “الإرهاب”، ما يعطي روسيا الذريعة لوقف إدخال المساعدات في الوقت الذي تريد، مدعية أن آلية دخول المساعدات تتم بالتنسيق مع أطراف “إرهابية”!.
ولفت الحلاج إلى النقص المحتمل لكمية المساعدات الإنسانية، وتحديداً في أرياف حلب الشمالية والشرقية.
الخارجية التركية شدّدت في بيان لها أمس الأحد، على أن إخراج معبر “أونجو بينار” (باب السلامة) من آلية المساعدات، سيصعّب وصول المساعدات الإنسانية إلى حوالي 1.3 مليون مدني في منطقة حلب، وسيفاقم من أعباء المسؤوليات التي تتحملها تركيا.
إلا أن وزارة الخارجية التركية، رحبت بتمديد آلية المساعدات الأممية إلى سوريا؛ على الرغم من خفض إدخالها إلى معبر واحد.
وأكد البيان التركي، وفق وكالة الأناضول، أن “آلية الأمم المتحدة تلعب دوراً حيوياً في تقديم المساعدات الإنسانية الفورية لحوالي 2.8 مليون محتاج في شمال غرب سوريا”.
وأضاف: “لذا من هذا المنظور، فإنه من المهم الحفاظ على الآلية؛ حتى ولو تم تخفيضها إلى معبر حدودي واحد”.
ووصف عدم سماح مجلس الأمن الدولي هذه المرة، إدخال المساعدات من معبر “أونجو بينار” (باب السلامة من الجانب السوري) الذي يشكل عنصراً مهما من آلية المساعدات، بالمؤسف!.
وفي سياق قريب، أعلنت إدارة معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا، استئناف عبور المسافرين من خلال المنفذ الحدودي من تركيا وإليها، بعدما توقف مؤخراً بعد تأكيد أول إصابة بفيروس كورونا المستجد في إدلب.
وقالت إدارة المعبر في بيان، اليوم الاثنين، إنها فتحت أبواب منفذ باب الهوى مجدداً أمام المسافرين بين الشمال السوري وتركيا، مع ضرورة التقيّد بالإجراءات الوقائية للحد من تفشي فيروس كورونا.
عذراً التعليقات مغلقة