ياسر محمد- حرية برس:
أجرى نظام الأسد “تسوية” لأفراد أخطر عصابة سلب ونهب في محافظة السويداء، تم بموجبها العفو عن جرائمهم دون محاسبة، في الوقت الذي واصل فيه النظام قتل واعتقال المتظاهرين والمحتجين على سوء الأوضاع الاقتصادية التي تدهورت بشكل كبير في المحافظة وعموم سوريا بعد دخول قانون “قيصر” حيز التنفيذ.
وفي التفاصيل، قال موقع “السويداء 24” إن نظام الأسد أجرى “تسوية” جديدة لمجموعة مسلّحة متهمة بارتكاب جرائم خطف وسلب، في بلدة عريقة بالسويداء جنوبي البلاد.
وشملت التسوية 22 مسلحاً من بلدة عريقة، سلموا قسماً من أسلحتهم للنظام، مقابل ضمانات بعدم ملاحقتهم أمنياً، فيما لم تشمل التسوية المسلحين ممن أدينوا بجرائم قتل.
وقال الموقع المتخصص بمتابعة أخبار السويداء: إنّ “السلاح الذي سلمه الأشخاص الذين سويت أوضاعهم عبارة عن خردة”، مؤكداً أن العصابة تمتلك كميات كبيرة من السلاح والذخيرة من بينها رشاشات متوسطة.
ونقل الموقع عن مصدر خاص أن “العصابة سلّمت تسعة بنادق كلاشنكوف معظمها متعطلة، وقاذف (أر بي جي) وعدة حشوات، وبندقية صيد، وقذيفتين بدون صواعق، وبضعة صناديق ذخيرة، بعد إبرام اتفاق التسوية، بين أفراد العصابة والجهات المختصة، حيث وقعوا على تعهدات بعدم العودة لممارسة الجرائم”.
وبعد ساعات على التسوية، سلبت عصابة 10 ملايين ليرة من ذوي مخطوفين شمال غرب السويداء. وفق الموقع نفسه.
هذه العصابات متهمة بإشعال الفتنة المستمرة بين الجارتين الجنوبيتين (درعا والسويداء)، إذ تقوم بينهما معارك محدودة بين الفينة والأخرى وعمليات خطف متبادلة.
وينتمي أفراد العصابة الذين خضعوا إلى “التسوية” لميليشيات “الدفاع الوطني” (الشبيحة) سابقاً، وقد تحولوا إلى ممارسة الخطف والنهب بعد انقطاع مواردهم، وهو المصير الذي تنبأ به ناشطون ومتابعون منذ زمن، حيث كانت هذه الميليشيات تمارس السلب والنهب و”التعفيش” أثناء احتلال المناطق والبلدات الثائرة، وبعد انكفاء النظام وانقطاع مواردهم شكلوا عصابات خطف وسلب في مناطقهم.
وفي الأثناء؛ وتزامناً مع إطلاق يد المجرمين وحمايتهم، واصل نظام الأسد اختطاف واعتقال المتظاهرين والمحتجين على سياساته في السويداء.
وقال موقع “السويداء 24” إن 18 شخصاً قتلوا أو جرحوا الشهر الماضي من جراء أعمال العنف المختلفة.
وفي ارتفاع لمعدل الانتهاكات، رصد الموقع 28 حالة خطف واعتقال تعسفي من قبل أجهزة النظام للمتظاهرين السلميين، في شهر حزيران الماضي، في ظل ارتفاع معدل الانتهاكات مقارنة بالأشهر القليلة الماضية.
يذكر أن محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية المطلقة، تمتعت بوضع خاص في الثورة السورية، فتم تحييدها بشكل كبير، إلا أن كثيراً من أبنائها شاركوا في الحراك داخل وخارج السويداء، كما أن بعضهم انضم إلى قوات الأسد وميليشيات “الشبيحة” التي تقتل السوريين.
عذراً التعليقات مغلقة