* زياد أيوب
أعربت وزارة الخارجية السورية وشؤون المغتربين عن استنكارها للتدخل التركي في الشمال السوري واعتبرته تدخلاً سافراً في الشؤون السورية وخرقاً واضحاً للسيادة الوطنية، وهذا التصريح نسمعه منذ زمن طويل جدا حيث أن السوريين يحفظون عن ظهر قلب مصطلح “نحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين” رداً على خروقات الطيران الصهيوني الذي كان يعمل في سماء سوريا دورات تدريبية لجنوده ولا يترك مكاناً يعتقد انه غير مكشوف ومعلوم له إلا وقصفه أو دمره، والشواهد كثيرة.
وبذلك كان موضوع السيادة الوطنية التي يتغنى بها النظام السوري مخروقة بل مخزوقة منذ زمن طويل ولكن كان المصطلح الذي يظن النظام أنه يخدر به الناس هو الرد في الزمان والمكان المناسبين!
ومع بداية الثورة المباركة كان اول اختراق للسيادة هو تعذيب أطفال درعا في وطنهم وتقليع أظافرهم، ومن ثم كان اختراق السيادة بقتل المتظاهرين ضد ظلم حاكم وطنهم وعسكره واجهزته الأمنية التي تحولت ضد الشعب السوري، وهذا تطور لمعنى السيادة الوطنية، فوطن حر لا يقتل مواطنيه إن تظاهروا ….
وتطور اختراق السيادة التي يتغنى بها النظام الى دخول “حزب الله” في سوريا متبجحاً بالحفاظ وحماية المراقد الشيعية، وأصبح حسن نصرالله – وهو زعيم ميليشيا طائفية وليس له أي صفة رسمية بدولته – يخرج علينا ويعلن انه سيتدخل في شرق البلاد وغربها متجاوزا حكومة الاسد نفسه، وعندما يقيم مناطق داخل القلمون السوري خاصة به يمنع على جيش الاسد دخولها.
ومن ثم اختراق أكبر بكثير حينما دخلت ايران وميليشياتها في سوريا بكل ثقلها ونشرت ميليشياتها الطائفية والميليشيات الشيعية العراقية والأفغانية، ومازال النظام يظن إلى هذه اللحظة أنه صاحب سيادة وقيادة، حتى وصلت روسيا المجرمة بطائراتها ومستشاريها وبجنودها لتغيير المعادلة في سوريا لصالح صاحب السيادة الوطنية !
اي احتلال رسمي للبلاد.
كي نذكر بالسيادة الوطنية السورية.. حينما استقبل بشار الاسد وزير الدفاع الروسي في الفيديو المشهور قائلا لم أكن اعلم انك هنا .. سيادة مابعدها سيادة!
وليس آخراً هذه الخروقات فطيران التحالف وتنظيم الدولة الاسلامية وعصابة صالح مسلم الكردية كلها ضمن السيادة المزعومة لدى نظام الاسد!
وكل هذه الخروقات يسأل عنها “مختار حي المهاجرين” وزبانيته، فالدول تسعى لمصالح شعوبها، فهل سعى نظام الاسد لمصلحة شعبه؟ أم أنه سعى لتدميره وقتله وتشريده ومازال يردد أكذوبة السيادة التي كان هو اول من خرقها وأبوه من قبله؟!
قال سيادة قال!!
عذراً التعليقات مغلقة