يبدو أن كل الدعوات الدبلوماسية الدولية والمناشدات الأممية التي وجهتها دول ومنظمات وهيئات الأمم المتحدة والتي تدعو نظام الأسد من خلالها لإطلاق سراح المعتقلين في ظل تفشي وباء كورونا لم تفلح حتى هذه اللحظة بتحقيق أي تقدم في هذا الملف الإنساني الخطير وذلك بسبب تعنت نظام الأسد المجرم وداعميه وتمنعهم عن خلق أي مناخ ايجابي لإنجاح أي عملية سياسية سورية مستقبلاً من خلال العمل على بعض الملفات الإنسانية والذي يعتبر ملف المعتقلين في مسالخ الأسد البشرية هو الأهم على الإطلاق.
في الوقت الذي تواصل حكومة نظام الأسد المجرمه سياسة التكتم عن نشر تفاصيل كارثية عن ذلك الوباء قد تهدد بإبادة نصف السكان في المناطق الخاضعة لسيطرته في محاولة يائسة منها لإظهار نفسها بأنها تقوم بما يجب عليها فعله تجاه هذا الوباء الخطير كدولة قائمة أمام العالم بالتغلب على كورونا، فيما تفيد المعلومات المؤكدة الواردة من مناطق سيطرة عصابات الأسد بأن وباء كورونا قد خلف عشرات الآلاف من تلك الإصابات لا سيما ضمن صفوف المعتقلين في مسالخه البشرية ومئات الوفيات وقد أكد أطباء من داخل النظام بتقارير ميدانية وطبية بأن المليشيات الإيرانية هي من تسببت بنقل هذا الفيروس من إيران إلى سوريا.
وحيث أن المجتمع الدولي ومؤسساته الأممية استشعرت بخطر الكارثة الإنسانية في سورية وذلك من خلال قنواتها الخاصة والمعلومات الواردة اليها من الخطر الكبير الذي يجتاح المعتقلات الواقعة تحت سيطرة عصابات الأسد فإنها بذلك قد أطلقت عدة مناشدات وأصدرت عدداً من التقارير التي تحذر من الكوارث المحدقة بالمعتقلات التي تسيطر عليها عصابات الأسد.
فها هو تقرير لجنة التفتيش الدولية المستقلة الخاصة بسورية والمؤرخ بتاريخ 28/3/2020 والذي ذكر فيه أن الوضع المزري للمعتقلين في أنحاء البلاد وهو الأكثر خطورة الآن في ظل تفشي وباء كورونا داخل المعتقلات الأسدية وطالبت اللجنة من خلال ذلك بإطلاق سراح المعتقلين وكررت المطالب التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة السيد غويتيرس لنظام الأسد والذي طالب أيضاً فيها باطلاق سراح المعتقلين تفادياً للوباء الخطير.
وبتاريخ 29/3/2020 طالبت الخارجية الأمريكية كلاً من نظام الأسد وايران العمل على إطلاق سراح المعتقلين محذرة من خطر الاصابات بذلك الوباء التي من الممكن ان تطال المعتقلين في غياب وانعدام أي رعاية صحية لهم في تلك المسالخ والسجون.
وبتاريخ 30/3/2020 حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي من نتائج مدمرة حيال فيروس كورونا فيما إذا اجتاح السجون والمعتقلات السورية وأطلقت اللجنة نداء لإطلاق سراح المعتقلين.
وها هي السفارة الأمريكية في دمشق وبتاريخ البارحة 29/5/2020 تطالعنا بتصريح هو الأخطر من نوعه وذلك في ظل المعلومات الواردة لها والتي أدانت فيها تكتم نظام الأسد على الأعداد الحقيقية المصابة بفيروس كورونا، وحيث أكدت السفارة في منشور على حسابها في موقع فيسبوك أن نظام الأسد يقمع الدعوات التي تطالب بالإبلاغ عن الأعداد الحقيقية للمصابين في كورونا، وأشارت السفارة في تصريحها إلى أن الوصول إلى المعلومات وحرية التعبير يعد أمراً بالغ الأهمية لمنع انتشار فيروس كورونا مطالبة نظام الأسد بوقف انتهاكات حقوق الإنسان وتعريض الناس للخطر.
وفي ظل العجز الدولي عن التحرك لتحقيق العدالة في سورية ومحاسبة المجرمين وعلى رأسهم بشار الأسد سوى من بعض التصريحات والمناشدات والمطالبات الدولية الخجوله الفاقدة لأي قوه تنفيذية فإن نظام الأسد ما يزال مستمر بإجرامه باعتقال مئات الآلاف من السوريين في مسالخه البشرية رافضاً الكشف عن مصيرهم ورافضا السماح لوصول أي جهات دولية محايدة للاطلاع على أوضاعهم، وحيث أن المعلومات الواردة إلينا من خلال قنوات سرية تفيد بمقتل الآلاف منهم بهذا الوباء الخطير ونمتلك كل التوثيقات حول ذلك.
ومن المفيد ذكره بأن تلك الجهات الدولية والمنظمات والسفارات فإنها لم تكن لتطلق نداءاتها وبياناتها لولا المعلومات الدقيقة التي وصلت إليها عبر قنواتها التي زودتها بتلك المعلومات.
والسؤال الذي نوجهه إلى الضمير الإنساني والذي نختم به هذا المقال: هل أصبح فيروس كورونا غطاء للإبادة الجماعية في مسالخ الأسد البشرية؟
إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
عذراً التعليقات مغلقة