قبل نحو 9 أعوام احتفلت مجلة فوغ بأسماء الأسد وأطلقت عليها اسم “زهرة الصحراء” وقدمتها على أنها امرأة ديناميكية إصلاحية لها دور هام في منظمات المجتمع المدني، وفي 2017 قامت المجلة بحذف ما يتعلق بها على موقعها ومنصاتها الإلكترونية.
تقرير نشره موقع “ديلي بيست” يرصد فيه بروز أسماء كلاعب قوي على الساحة السورية، وحتى أنه شبهها بسيرسي لانستر من سلسلة “صراع العروش” والتي تسعى وبأي طريقة للسيطرة وتصبح ملكة الممالك السبع.
ويسرد التقرير كيف أن أسماء ظهرت كسيدة إصلاحية في زمن طغت فيه الديكتاتورية في بلدها، حيث كانت تظهر كامرأة جذابة ومتعلمة بلهجة تظهر أنها من الطبقة المتوسطة العليا، وكانت لغتها الإنكليزية باللكنة البريطانية ظاهرة جدا، وتتبنى قضايا جديرة تهم المجتمع بشكل كبير.
أسماء كانت معروفة بحبها للإنفاق بسخاء على المجوهرات والملابس، وحتى في زمن الحرب، ظهرت أقاويل وأنباء تداولت في الشرق الأوسط بأن زوجها بشار اشترى لها لوحة بملايين الدولارات كهدية في عيد ميلادها.
أسماء ورغم صورتها الجيدة خارج البلاد، إلا أنها كانت تفتقر للتواصل الحقيقي مع المواطنين، وحتى في الداخل كان ينظر إليها ضمن النخب الأكثر ثراء على أنها مشكلة، وهو ما برز أكثر بعد وفاة والدة زوجها، أنيسة مخلوف في 2016 والتي كانت دائما ما تهمش دور أسماء.
وحتى بعد استلام بشار دفة الحكم في 2000 فقد كانت أنيسة تلعب دورا قويا في البلاد، ووسعت من نفوذ عائلتها وأقاربها ليصبحوا في مراكز قوة حقيقة داخل البلاد، ولكن ليس من خلال ابنها الرئيس.
ابنها المفضل ماهر سلمته السيطرة على الوحدات العسكرية الحيوية مثل الحرس الجمهوري وكتيبة الدبابات، وحتى الإشراف على أرباح بيع نفط محافظة دير الزور، وشقيقها محمد مخلوف وأولاده أصبحوا شخصيات بارزة ويتحكمون بكل ما يتعلق بالاقتصاد.
وحتى في الإعلام لم يكن يسمح للصحفيين الإشارة في المواد الصحفية لأسماء على أنها السيدة الأولى، وعلى عكس والدة بشار التي احتفظت بهذا اللقب حتى وفاتها.
وعلى مر السنوات تطورت الخصومات أيضا ما بين ماهر وخاله محمد الذي كان يرأس شركة الفرات للنفط السورية، ونظر كل منهما للآخر على أنه تهديد له، حسب التقرير.
وبعد 2016 بدأت أسماء في بناء قاعدة لنفسها بشكل قوي ومستقل عن عائلتها، وحتى أنها كانت تتحدى بعض أفراد وأقرباء عائلة زوجها الأسد، وسعت إلى تدمير إرث أنيسة من خلال إيجاد منافسين لأقطاب عائلة مخلوف من أقربائها.
ومنذ الربع الأخير من العام الماضي، وفي مطلع مايو الحالي عادت قصة رامي مخلوف ابن خال الرئيس والمتحكم بالعديد من المشاريع الاقتصادية الحيوية في البلاد ومن ضمنها قطاع الاتصالات إلى الواجهة.
ودارت العديد من الأقاويل حول رامي بين حبسه من قبل السلطات أو هربه خارج البلاد، أو أنه محجوز عليه في قصره في ضواحي دمشق، فيما تأكدت أنباء عن اعتقال مدراء في شركة سيرتيل للاتصالات التي يسيطر عليها، واعتقال مدراء آخرين تابعين له يديرون جمعية خيرية يتبع لها ميليشيا مسلحة.
المناورات مع رامي بدأت منذ أغسطس الماضي عندما طلبت روسيا من النظام السوري تسديد نحو 3 مليارات دولار، حيث حاول النظام في حينها الضغط على مخلوف من أجل دفع هذه الفاتورة.
وبحلول سبتمبر استطاعت أسماء وكادر من الموظفين المخلصين لها وضع يدهم على جمعية البستان التعاونية، وفي أكتوبر أعلن أيضا أنها ستنشئ شركة اتصالات ثالثة في سوريا وستستحوذ على حصة سيرتيل من السوق، والتي تبعها أمر لتجميد أموال شركات رامي في ديسمبر ومارس الماضيين.
وخلال هذه الفترة تنامى استهداف الأصول التي يملكها مخلوف ووضعها تحت إدارة أقارب أسماء الأسد، فيما أعلن في ديسمبر الماضي أيضا أنه تم تجميد أصول عمها وهو طريف الأخرس.
تحرك أسماء إلى المجال الاقتصادي تزامن مع خوضها حرب مع سرطان الثدي الذي أعلنت تعافيها منه في أغسطس الماضي، وبعد ذلك أصبحت تظهر في الإعلام بشكل دوري، كما أنها أصبحت تضع أبناءها في مقدمة العديد من المناسبات العامة في خطوة لاستمرار عائلة الأسد.
عذراً التعليقات مغلقة