ماذا لو غضب بوتين؟

فراس علاوي9 مايو 2020آخر تحديث :
ماذا لو غضب بوتين؟

كتب العضو في مجلس الشعب التابع لنظام الأسد خالد العبود عبر صفحته على فيس بوك مقالاً عن العلاقات الروسية السورية، محذراً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من غضب (الأسد) ويقصد هنا بشار الأسد، معدداً أسباب كثيرة تجعل حسب رأيه بوتين مديناً للأسد ببقائه حتى اللحظة في سدة الحكم في روسيا، وأن مصير الرئيس الروسي مرهون بحلم الأسد وعدم غضبه فلو غضب الأسد حسب عبود فإن بوتين سيتقوقع على ذاته وستخسر روسيا نفوذها في سوريا، بل وذهب إلى أكثر من ذلك مؤكداً على انتهاء دور روسيا السياسي في العالم، وسقوط بوتين كحاكم لروسيا.

يذكرنا العبود بوزير خارجيته الذي مسح أوربا من الخارطة ليعود بعدها متسائلاً عن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية بومبيو، العقلية التي ينطلق منها مؤيدو نظام الأسد خاصة المحسوبون على نظمه الفكرية والسياسية هي ذاتها التي ترى في الحاكم نصف إله على الجميع أن يدينوا له بالطاعة العمياء، وهذا يفسر الجنون الذي أصابهم وهم يرون الشعب السوري يكسر التابوهات التي رسموها له ويطالبون بإسقاطه.

يهدد العبود الوجود الروسي والذي بحسب رأيه جاء نتيجة حنكة الأسد باستراتيجية إيقاعهم في رمال سوريا المتحركة وتوريطهم في الملف السوري مستنداً إلى العلاقات الوطيدة بين إيران وسوريا وحزب الله في المنطقة، ملمحاً لدور إيراني في ما يسمى الانتصار السوري ولبقاء طويل الامد في سوريا وموجهاً كلامه لإسرائيل مهدداً بالتواجد الايراني على حدودها.

وبعيداً عما جاء من عبارات التهديد التي بدأها بماذا لو؟

تناسى العبود أن الدعم الإيراني لنظام الأسد منذ اليوم الأول للثورة السورية لم يستطع حماية نظامه الذي أوشك على السقوط لولا الاستنجاد الايراني ببوتين الذي أرسل طائراته في ذات الليلة التي زاره فيها قاسم سليماني التي حمل خلالها رسالة استنجاد من بشار الأسد، كما تناسى أن 75% من مساحة سوريا الجغرافية كانت خارج سيطرة نظامه وأنه لولا التدخل الروسي لكان لكلام الميدان رأي مختلف، كذلك تناسى العبود التصريحات الروسية والإيرانية أنه لولا تدخلهما لسقط نظام الأسد خلال أشهر.

ربما لم يخطر بباله وهو يكتب مقالته تلك منظر بشار الأسد وهو يشحن بطائرة شحن إلى موسكو ويجلس كتلميذ أمام سيده، أو لم ير الصور التي ظهر بها رئيس نظامه وهو يجلس في حميميم أمام وزير الدفاع الروسي يتلقى التعليمات حين قال له وهو يذهب اليه إلى حميميم لم أكن أعلم بوجودك، أو تناسى منظر الضابط الروسي ممسكاً بذراع بشار الأسد مانعاً إياه من السير إلى جانب بوتين، لم يأت العبود على ذكر قاعدة حميميم وكأنها غير موجودة في الجغرافيا السورية كما نفى صديقه شريف شحادة وجود كثير من المناطق في سوريا لمجرد خروجها في مظاهرات ضد نظامه.

السؤال هنا؛ ماذا لو غضب بوتين؟
ماذا لو قرر الاطاحة ببشار الاسد وهو المتحكم بكثير من مفاصل مليشيات النظام ويتبع له كثير من ضابطه بشكل مباشر؟
ماذا لو أصدر بوتين أمراً للشرطة العسكرية الروسية والفيلق الخامس بالتوجه للقصر الجمهوري؟
ماذا لو اتفق بوتين مع إسرائيل على المجيء بشخصية بديلة لبشار الأسد؟
ماذا لو لم يستخدم بوتين الفيتو (تناسى العبود 15 فيتو استخدمتها روسيا لحماية نظام الأسد ) ضد قرار بوضع الملف السوري تحت الفصل السابع؟
ماذا لو رضخ بوتين للمساومة الامريكية وقبل بالتخلي عن بشار الاسد مقابل مكاسب سياسية في سوريا؟
ماذا لو أراد بوتين سحب قواته وطائراته من سوريا تاركاً مليشيا نظام الاسد وحيدة في الميدان؟
ماذا لو طبق بوتين الاتفاقيات التي وقعها مع نظام الاسد حول ميناء اللاذقية والفوسفات والنفط والكهرباء ومنع حكومة النظام من التصرف فيها وبالتالي حصارها وإفقادها الكثير من الدعم المتوفر لها؟
ماذا لو قبل بوتين بصفقة دولية تمنح روسيا بعض الامتيازات مقابل التخلي عن نظام الأسد؟

يملك الرئيس الروسي الكثير من الأوراق في سوريا من شأنها قلب الطاولة على النظام السوري والإطاحة به وبالتالي تفكيك التحالف الهش مع إيران وإخراجها من سوريا بخفي حنين، ترى هل يدرك مؤيدو الاسد أنهم الحلقة الأضعف في تحالفهم الذي يتبجحون به وبأنهم ورقة سيأتي يوم وينتهي دورها وبأن البازار السياسي إن فُتح ستكون المحصلة بيع نظامهم بسعر بخس.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل