حرية برس:
قال مسؤولون في جيش الاحتلال الاسرائيلي، إن إيران تسحب مليشياتها من سوريا وتغلق قواعدها العسكرية، وسط تقارير متزايدة عن غارات جوية إسرائيلية على ميليشيات مرتبطة بإيران في الأشهر الأخيرة، فيما تحفظ آخرون على التعليق معتبرين أن تلك التحركات تبدو أشبه بإعادة انتشار للمليشيات الإيرانية.
وعلى الرغم من أن قتال “إسرائيل” ضد إيران في سوريا مستمر منذ ما يقرب من عقد، بعد أن بدأت طهران في إرسال مليشياتها ووكلائها إلى سوريا في عام 2011 ، شهدت الأشهر الأخيرة زيادة في عدد الضربات ضد إيران مواقع مرتبطة في البلاد ، تستهدف مواقع في جميع أنحاء البلاد مع أعلى تركيز حول العاصمة دمشق.
ونقلت صحيفة “ذا تايمز أوف إسرائيل” عن مسؤولين -لم تكشف أسماءهم- أن هذا الجهد (الضربات الجوية) يبدو أنه يؤتي ثماره مع بدء المليشيات الإيرانية مغادرة سوريا، وإخلاء عدد قليل من القواعد العسكرية التي كانت تحت سيطرتهم في السابق. وأشارت إلى انخفاض في عدد الميليشيات الشيعية العاملة في سوريا، على الرغم من أن هذا الانخفاض يرجع إلى التقدم الطبيعي للحرب وليس بسبب الإجراءات الإسرائيلية.
ورفض المسؤولون الإسرائيليون التعليق على هجمات تعرضت لها قوات إيرانية مساء الإثنين، محافظين على سياسة الغموض الإسرائيلية، والتي بموجبها تعترف عموما باتخاذ إجراءات ضد إيران في سوريا دون تأكيد الضربات الفردية على وجه التحديد، على افتراض أن التأكيد العلني يزيد من احتمال الانتقام.
وقال المسؤولون إنه في حين أن “إسرائيل” لا تعتقد أن الإيرانيين سيقبلون هذه الانتكاسات دون الرد بطريقة ما، فإن الانتقام الوشيك لا يبدو أنه على وشك الحدوث.
تقديرات متسرعة
من جهته تحفظ نائب وزير الأمن في حكومة الاحتلال آفي ديختر على التقديرات بأن إيران تنسحب من سوريا. وعلل ذلك بالقول إنها ما زالت موجودة بعدما استثمرت مليارات فيها، ولن تسارع للتنازل عن مقدراتها وعن الفرصة لاستعادتها.
واعتبر في حديث لإذاعة جيش الاحتلال أن إيران لاعتباراتها الذاتية تستبدل قوات من جيشها بقوات حليفة، معتبرا أنها تعيد انتشارها على الأراضي السورية الواسعة. وتابع: “لا يوجد واقع فيه سوريا بلا إيرانيين وأنا لا أعرف واقعا كهذا”.
“إسرائيل” عازمة على طرد إيران
ونقلت الصحيفة ذاتها عن وزير الدفاع في كيان الاحتلال نفتالي بينيت قوله “نحن مصممون، وأكثر تصميما من إيران، ويمكنني أن أخبركم لماذا – بالنسبة لإيران، سوريا مغامرة تحدث على بعد 1000 كيلومتر من الوطن”، مضيفا “إنها حياتنا بالنسبة لنا”.
واستطرد “الجنود الإيرانيون الذين يأتون إلى سوريا ويعملون هناك، حياتهم في أيديهم. إنهم يعرضون حياتهم للخطر، وهم يدفعون هذا الثمن وسيواصلون القيام بذلك. لن نستسلم ولن نسمح بإنشاء قاعدة عمليات أمامية إيرانية في سوريا”.
وأشارت الصحيفة إلى انخفاض عدد رحلات النقل من إيران إلى سوريا، التي تجلب ذخائر متطورة إلى البلاد، بشكل كبير في نصف العام الماضي، على ما يبدو نتيجة الضربات الإسرائيلية على المطارات في سوريا حيث تهبط هذه الرحلات.
وعلى الرغم من تفاخر المسؤولين بمغادرة إيران لسوريا كتطور حديث، إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقول منذ عام 2018 على الأقل إن عملياته ضد إيران أجبرت طهران على تغيير خططها في سوريا وتقليصها بشكل جذري.
عذراً التعليقات مغلقة