ياسر محمد- حرية برس:
علقت “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا) افتتاح معبر جديد مع مناطق نظام الأسد، أمس الخميس، بعد اعتداء عدد من عناصرها على محتجين ضد افتتاح المعبر، ما أدى إلى مقتل شخص مدني وإصابة آخرين من جراء إطلاق عناصر الهيئة الرصاص الحي على المحتجين ومحاولة دهسهم بالسيارات، يأتي هذا في الوقت الذي تشهد علاقات الهيئة بتركيا توتراً متصاعداً بعد اشتباكات محدودة حصلت بين الجانبين على الطريق الدولي “إم4″، ما دعا الولايات المتحدة إلى الطلب من تركيا زيادة الضغط على “تحرير الشام” وتحجيمها.
وفي التفاصيل، قال المبعوث الأمريكي الخاص بسوريا، جيم جيفري، أمس الخميس، إنه يأمل أن تواصل تركيا الضغط على الجماعات المتشددة، بما في ذلك جماعة هيئة تحرير الشام، في محافظة إدلب.
وأضاف جيفري خلال اجتماع عبر الإنترنت نظمته مؤسسة المجلس الأطلسي: “نأمل أن نرى الأتراك يواصلون فرض ضغوط على المنظمات الإرهابية هناك، وأقواها هيئة تحرير الشام”.
وتابع قائلاً: “كان هناك بعض من تبادل إطلاق النار، هناك بعض الضغوط المفروضة عليهم. نأمل أن نرى استمراراً لذلك”. وفق وكالة رويترز.
وبعيداً عن المعارك أو التفكير في إعادة فتح جبهات وتعويض ما خسرته المعارضة بإدلب، تنحصر جهود “هيئة تحرير الشام” في افتتاح معابر جديدة مع نظام الأسد، على الرغم من المعارضة الشعبية الكبيرة، إلا أنها كلما تقدم النظام وانتهت مهمة معابر (أصبحت ضمن مناطق النظام)، تفتتح معابر جديدة في المناطق التي تراجعت إليها، وكل همها ضمان التجارة والإيرادات المالية، وفق ما يقول منتقدوها.
آخر فصول “حروب المعابر” التي تخوضها الهيئة، كانت أمس الخميس، حيث فرقت عناصر الهيئة بالرصاص الحي مظاهرة شعبية، مساء الخميس، في مدينة إدلب ترفض فتح معبر مع نظام الأسد وتندد بممارسات الهيئة بحق المدنيين العزل في المناطق المحررة.
وكان متظاهرون من أهالي بلدات معارة النعسان وميزنار ومحيطها بريف حلب الغربي منعوا ظهر أمس الخميس، سيارات تابعة لقوات النظام من المرور باتجاه المناطق المحرر، وذلك بعد أن قررت هيئة تحرير الشام افتتاح معبر هناك.
وبعد افتتاح المعبر مباشرة، قطع عشرات المحتجين المدنيين الطريق بشكل كامل أمام الشاحنات التجارية ومنعوا مرورها باتجاه المناطق المحررة.
ونتيجة الاعتداء على المحتجين، استشهد مدني وجُرح 5 آخرون برصاص عناصر الهيئة، ما دفعها إلى إصدار بيان بـ”تعليق” وليس إلغاء افتتاح المعبر، قائلة إن المعبر يصب في مصلحة المنطقة والثورة!.. علماً أن صحيفة “الوطن” التابعة للنظام أشادت بالمعبر وزعمت أن تركيا هي من ترفض افتتاحه!.
وقبل أقل من أسبوعين، وفي 18 نيسان الفائت تحديداً، علقت “هيئة تحرير الشام” افتتاح معبر بين سراقب وسرمين (مع قوات النظام التي أصبحت تحتل سراقب) بعد احتجاجات شعبية عارمة أيضاً، وبيانات رافضة للمعبر بشكل قطعي صادرة عن أهالي أكبر المدن المحتلة مؤخراً (خان شيخون، معرة النعمان، سراقب).
عذراً التعليقات مغلقة