ياسر محمد- حرية برس:
في مثل هذا اليوم عام 1947 تم الإعلان عن ولادة “حزب البعث العربي الإشتراكي” في سوريا، وذلك بعد اندماج “حركة البعث العربي” بقيادة ميشيل عفلق وصلاح البيطار، و”البعث العربي” بقيادة زكي الأرسوزي، ليقفز الحزب على السلطة المدنية في سوريا وينقلب عليها في 8 آذار عام 1963 بقيادة صلاح جديد وحافظ الأسد، الذي صفى قيادات “البعث” المناوئة له فيما بعد واستولى على السلطة كلياً عام 1970، ثم ليصبح هذا “الحزب” حاكماً مطلقاً لسوريا الأسد، ويتم تسميته في دستور البلاد “قائداً للدولة والمجتمع”!.
وفي ظل القبضة الأمنية الحديدية لنظام حافظ الأسد ووريثه بشار كان السوريون على اختلاف شرائحهم يحتفلون إجبارياً في مثل هذا اليوم من كل عام، وكأنهم مبتهجون بولادة الحزب الذي قضى على الحياة السياسية في بلدهم واستولى عليها بشكل مطلق!.
أما اليوم، ومنذ الثورة السورية عام 2011 فإن طيفاً واسعاً من السوريين يعبر عن مشاعر القهر والكبت التي عاشتها سوريا في ظل حكم “الحزب الواحد” و”القائد الواحد”.
شهر نيسان لا يرتبط عند السوريين بتأسيس الحزب الذي نهب حياتهم السياسية فقط، بل يرتبط أيضاً بثلاث من أبشع المجازر التي ارتكبها نظام الأسد البعثي خلال الثورة السورية، وكانت مجازر باستخدام الأسلحة الكيماوية التي ينفي نظام الأسد ارتكابها رغم تأكيد كل العالم ومؤسساته الأممية ارتكابه لها.
وقد جاءت مجازر الأسد الكيماوية في شهر نيسان على النحو الآتي:
مجزرة خان شيخون 2017
وقعت في 4 من نيسان عام 2017، حين تعرضت مدينة خان شيخون جنوبي إدلب لقصف من طيران النظام بصواريخ محملة بغاز السارين السام.
وأدى القصف لمقتل نحو 95 مدنياً، أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء، وإصابة حوالي من 540 آخرين، حسب إحصاءات الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء).
مجزرة اللطامنة 2012
وتصادف اليوم الذكرى الثامنة لمجزرة مدينة اللطامنة بريف حماة الشمالي، التي ارتكبتها قوات النظام في 7 من نيسان عام 2012.
حيث اقتحمت قوات النظام المدينة بعد محاصرتها وتطويقها بعشرات المدرعات والآليات العسكرية، وارتكبت فيها مجزرة راح ضحيتها 70 شخصاً شملت تصفية ثلاث عائلات كاملة.
مجزرة دوما الكيماوية 2018
كما تصادف اليوم ذكرى مجزرة الكيماوي التي ارتكبتها قوات النظام في مدينة دوما بالغوطة الشرقية في 7 من نيسان عام 2018.
واستهدفت قوات النظام حينها دوما بقذائف صاروخية تحمل غازات سامة، وفق منظمة “الدفاع المدني”، ما أدى إلى استشهاد 42 مدنياً، بالإضافة إلى إصابة ما يزيد على 500 شخص نتيجة تعرضهم للغازات السامة.
مجزرة دير بعلبلة 2012
وقعت هذه المجزرة بحمص في الفترة الممتدة بين 7 و24 من نيسان 2012، على يد قوات النظام وعناصر الميليشيات التابعة له، التي كانت تسيطر على حي دير بعلبة الواقع في الشمال الشرقي لمدينة حمص.
وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن المجزرة وقعت في ثلاثة أحياء هي الكسارة والحي الجنوبي والحي الشمالي، وبلغ عدد الضحايا الموثقين 200 شخص.
مجزرة تفتناز 2012
وقعت هذه المجزرة في بلدة تفتناز في ريف إدلبي يومي 3 و4 نيسان 2012، وراح ضحيتها عشرات الأشخاص من عائلة آل غزال، بحسب ما وثقت منظمة “هيومن رايتس ووتش”.
وقالت المنظمة إن قوات النظام هاجمت تفتناز وتسببت بمقتل ما لا يقل عن 49 مدنياً، وإحراق 490 منزلاً.
وأضافت المنظمة أن قوات النظام أعدمت 19 رجلاً وطفلاً من عائلة غزال وحدها في تفتناز، في حين تحدث ناشطون عن وجود 67 ضحية وتدمير أكثر من 300 منزل.
عذراً التعليقات مغلقة