ما تزال آلة الإجرام الروسيّة تستبيح دماء السوريين معلنةً أنها جزء من الإجرام المعهود إبان وجود الاتحاد السوفياتي المليئ بالمجازر والانتهاكات والويلات. ضاربةً بعرض الحائط كل قواعد القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية، والبروتوكلات الملحقة بها لحماية المدنيين في النزاعات المسلّحة الغير دولية. وحيث إن المشهد السوري بحالته الراهنة الآن، قد وصل لمرحلة هي الأكثر تعقيدًا في ظل التماهي الدولي، حيال المأساة الإنسانية المستمرة في سوريا.
روسيا الآن ومن خلال التصعيد الحالي الغير مسبوق، تقوم باستخدام جيش النظام السوري المتهالك كعكاز تستحس به طريقها، وذلك لفحص ومعرفة حقيقة الموقف الأمريكي من الصراع الدائر في سوريا بنسخته الحاليّة، وذلك من أجل معرفة وتحديد أين سيضعون قدمهم.
فروسيا الآن تدفع جيش النظام الممزق والفاقد لأي قوّة حقيقية، ويدها وإرادتها وقوتها واضحة بقيادته وسوقه، فهي بعد معرفة الموقف الأمريكي الذي مازال غامضًا بعض الشيء الّا من بعض التصريحات الخجولة هنا وهناك. إما أن تظهر بكامل جسدها وقوتها معلنةً أنها صاحبة الكلمة الفصل بمستقبل سوريا. وإما ان تكون قد تركت مخرجا للانسحاب يحفظ لها ماء وجهها الخبيث، اذا ماظهر الموقف الأمريكي بشكل فعلي أنه لايصب في مصلحتها وهو الأرجح على الأغلب في ظل المواقف الامريكية الأخيرة المعلنة وخاصةً من إيران.
فالنظام السوري وبعد مضي تسع سنوات من اندلاع الثورة، هو أشبه مايكون سراب وغير قادر حتى على حماية نفسه وليس لديه أي قرار على الارض. وماتقدمه في الآونة الآخيرة وإعلانه عن انتصارات كل ذلك ماكان ليتم لولا سياسة حرق البشر والحجر، التي انتهجتها روسيا ضد ثورة الشعب منذ شهر أيلول عام 2015.
ولكن مع زيادة تدفق القوات التركية لسوريا، واتخاذها قرار المواجهة لمنع تقدم ميليشيات النظام وجيشه فإن المعادلة لابد أنها قد تغيرت على الأرض.
وبذلك فإن هذا التطور لابد أنه سيصطدم بالمشروع الروسي الذي يسعى من خلال سياسة الأرض المحروقة، لإعادة سيطرة النظام على كامل التراب السوري، وفرض سياسة الأمر الواقع على الجميع بأن بوتين هو الحاكم الفعلي في القرار السوري، داخليًا وخارجيًا وبالتالي إعادة تأهيل نظام الاسد دوليًا وفرضه داخليًا بقوة الحديد والنار. ضاربةً بعرض الحائط العملية السياسية برمتها او ماتبقى منها
واختتم بأن امريكا وهذا مؤكد لن تسمح للمشروع الروسي او الإيراني بأن يبصر النور
في سوريا وبالتالي فلا خيار أمام امريكا سوى العودة للمظلة التركية من أجل لجم المشروع الروسي والإيراني في سوريا لإعادة الحياة الى العملية السياسيّة من خلال القرارات الدولية ذات الصلة والتي ستنتهي بإزالة نظام الأسد وإعادة الاستقرار لسوريا خاليةً من الأسد وإيران وروسيا.
Sorry Comments are closed