النظام يرتكب مجزرة في “جبل الأربعين” وعيونه على سراقب

فريق التحرير29 يناير 2020Last Update :
متطوعون في الدفاع المدني يهرعون لإنقاذ مدنيين أصيبوا بقصف طائرات الأسد لمدينة أريحا يوم 15 يناير 2020

ياسر محمد- حرية برس:

ارتكبت قوات النظام مجزرة جديدة في “جبل الأربعين” موقعة 10 مدنيين في حصيلة أولية، بينما يُرجح محللون عسكريون أن تكون مدينة سراقب وجهتها القادمة بعد احتلالها مدينة معرة النعمان ثاني أكبر مدن إدلب.

وفي التفاصيل، قال حساب “إدلب بلس” على تويتر، إن “أكثر من عشرة شهداء من المدنيين ارتقوا في قصف لطيران نظام الأسد، استهدف قرية كفرلاتة بجبل الأربعين”، اليوم الأربعاء.

ولا تبدو المنطقة الواقعة بين معرة النعمان التي احتلها نظام الأسد يوم أمس، وأريحا، آمنة بعد الآن، فربما تكون أحد الوجهات القادمة لهجوم قوات النظام المدعومة بالروس والميليشيات الإيرانية، ولهذا فإن معظم سكان تلك المنطقة يواصلون النزوح باتجاه مناطق “أكثر أمناً” على مقربة من الحدود السورية التركية.

وفي هذا السياق، أحصى فريق “منسقو الاستجابة” نزوح أكثر من 13449 عائلة من مناطق أريحا وسراقب وخان السبل بريفي إدلب الجنوبي والشرقي خلال اليومين الماضيين بتعداد 77 ألف نسمة.

وأفادت مصادر صحفية بأنّ موجات النزوح من مناطق جبل الزاوية وأريحا وسراقب وريفيهما، ما زالت مستمرة مع تزايد في الأعداد تجاه المناطق الشمالية والحدودية.

وهذه المناطق بالتحديد (سراقب، أريحا، جبل الزاوية) هي الوجهات المحتملة لتقدم القوات الغازية بعد السيطرة على معرة النعمان، وفق ما نقل موقع “عربي21” عن دراسة بحثية.

وخلصت الدراسة التي أعدها مركز “جسور” للدراسات إلى أن قوات النظام قد تتجه غالباً إلى محاور سراقب، محاولة التقدم نحوها سواء من الجهة الشرقية أو الجنوبية.

وأضاف المركز أن خطة خيار الحسم العسكري الذي لجأ إليه النظام الأسد وحلفاؤه، تهدف إلى السيطرة على كامل المنطقة العازلة والمنطقة الواقعة جنوب الطريق الدولي “إم5” الواصل بين حلب واللاذقية، على أن يمهد الواقع الميداني الجديد في حال تحقيقه إلى توجيه الأنظار نحو تحديد مستقبل ما بقي من منطقة “خفض التصعيد”.

وختم المركز ورقته مستبعداً تنازل روسيا عن الخيار العسكري، موضحاً أنه “لا يبدو أن لدى روسيا استعداداً للتنازل عن خيار الحسم العسكري أو الحفاظ على نظام وقف إطلاق النار ما لم يحصل تنازل كبير من قبل تركيا والمعارضة السورية، كما لا يوجد ما يدعو للاعتقاد بأن روسيا سوف تحتفظ بنفس سقف مطالبها السابق في ظل الواقع الميداني الجديد، ما لم تستطع فصائل المعارضة إعادة التوازن لنفوذها وحضورها العسكري”.

إلا أن قائداً عسكرياً معارضاً خالف ما خلصت إليه دراسة مركز “جسور” واستبعد أن تكون سراقب أو أريحا الوجهة المقبلة لقوات النظام.

وقال المصدر لموقع “عربي21”: إن “قوات النظام لا تستطيع التقدم من معرة النعمان شمالاً، نحو سراقب، بسبب تمركز رتل عسكري تركي جنوب المدينة في منطقة صوامع الحبوب”، وهي النقطة التي أنشأتها تركيا يوم أمس، ربما بهدف منع تقدم النظام إلى سراقب، لكن تبقى إمكانية التقدم من الشرق (محور أبو الظهور) متاحة.

وأضاف المصدر العسكري أن “التوجه من المعرة غرباً نحو جبل الزاوية لا يمكن أن يتم بسهولة أيضاً، بسبب الطبيعة الجغرافية المعقدة للمنطقة، ما يعني أن الوجهة الوحيدة هي جبهات حلب”. إلا أن المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام في قرية “كفرلاته” في جبل الزاوية اليوم تؤكد أن المنطقة أحد الوجهات الممكنة، على الرغم من تعقيداتها الجغرافية.

Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل