النظام يمهد لهجوم كيماوي على إدلب.. وبيدرسون يكتفي بالقلق!

فريق التحرير27 يناير 2020آخر تحديث :
أحد عناصر الدفاع المدني يستنشق الاوكسجين بعد اصابته بغاز السارين إثر استهداف طائرات الأسد مدينة خان شيخون بالغازات السامة والتي أسفرت عن مجزرة راح ضحيتها العشرات وأصيب المئات من المدنيين يوم 4/4/2017 – عدسة: علاء الدين فطراوي – حرية برس©

ياسر محمد- حرية برس:

يواصل نظام الأسد وميليشياته متعددة الجنسيات إلى جانب الحليف الروسي، مهاجمة إدلب وأرياف حلب، وعلى الرغم من تلقيهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، إلا أن النظام وروسيا مصران على مواصلة الهجوم الذي مكنهم من قطع الطريق الدولي في نقطة “معرشورين” بين معرة النعمان وسراقب، ويجري كل هذا وسط صمت عربي ودولي مطبق، وتصريحات من “الضامن” التركي لا تغير في مسار المعركة أو موازين القوى.

وفي التفاصيل، وبعد وقوع خسائر بشرية كبيرة في صفوف قواته، يبدو أن نظام الأسد سيلجأ إلى استخدام الأسلحة الكيماوية ضد مناطق في محافظتي إدلب وحلب اللتين يشن هجوماً برياً واسعاً عليهما منذ أيام.

فقد نقلت وكالة أنباء النظام (سانا) عن مصدر عسكري، اليوم الإثنين، أن الفصائل التي وصفها بـ”التنظيمات الإرهابية” في إدلب وغرب مدينة حلب، تحضر لفبركة هجوم كيماوي، بدعم تركي، واتهام النظام بها لوقف تقدمه في تلك المناطق، بحسب زعمه.

واعتبر النظام أن العمليات العسكرية مستمرة في المنطقة حتى السيطرة عليها، مؤكداً مزاعمه بأنه لا يملك السلاح الكيماوي ولم يستخدمه يوماً! على الرغم من تقارير دولية وحقوقية تؤكد استخدامه في عدة مناطق، وخاصة في مجزرة الغوطة الشرقية عام 2013، ناهيك عن 5 حالات تم إثباتها من قبل فريق تابع للأمم المتحدة في إدلب وحلب.

في سياق قريب، ووسط صمت عربي ودولي، وصف المبعوث الأممي إلى سوريا “جير بيدرسون” خلال اجتماع مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في موسكو، الوضع في إدلب بـ “الكارثي”، قائلاً إن المدنيين يدفعون “ثمناً باهظاً” لما سماه “الحرب على الإرهاب”.

وأكد بيدرسون أنّ “تسوية الوضع في إدلب” شرط أساسي لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

وأضاف: “المشكلة هي أن أكثر من 50 في المئة من سكان سوريا غادروا منازلهم، ولهذا ما نريد تحقيقه الآن هو إيجاد وضع ليعودوا، ومن ثم سنحتاج العملية السياسية في البلاد واستقرار الوضع في إدلب”.

إلا أن حديث المبعوث الدولي عن شروط عودة المهجرين والنازحين، يترافق مع تهجير حالي تفرضه روسيا ونظام الأسد من جراء الحملة الوحشية التي تستهدف إدلب وأرياف حلب.

وقد أشار بيدرسون إلى أنّ “حوالي 700 ألف نزحوا منذ نيسان/ أبريل الماضي وقتل أكثر من 1500 مدني” من محافظة إدلب وجوارها.

وصباح اليوم الإثنين، بدأت الفرق التطوعية (الدفاع المدني، منظمة بنفسج…) بإخلاء مدينة سراقب من سكانها، بعد تصاعد الهجمات الجوية والصاروخية على المدينة وريفها واستمرار الزحف البري لقوات النظام على المناطق الواقعة على أوتستراد دمشق ـ حلب، والتي تشي بأنّ المدينة هدف قادم لقوات النظام.

وكان فريق “منسقو الاستجابة الإنسانية” قد أحصى نزوح قرابة 5314 عائلة من مناطق أريحا وسراقب بريفي إدلب الجنوبي والشرقي خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية.

إلى ذلك، وفي مساعٍ لإعادة السكان إلى “حضن الوطن” وفق تعبير النظام، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، مساء أول من أمس السبت، إعادة افتتاح ثلاثة “معابر آمنة” في إدلب، في محاولة لإغراء المحاصرين بالخروج باتجاه مناطق النظام.

وتعد هذه ثاني محاولة من جانب موسكو لحمل المدنيين على مغادرة المنطقة، بعدما كانت أعلنت في 12 كانون الثاني/ يناير الحالي عن فتح المعابر الثلاثة، وشجعت حملة دعائية وإعلامية نفسية قوية قامت بها قوات النظام لدفع المدنيين للمغادرة، من خلال إلقاء منشورات من الجو، وبث أخبار عن تصعيد في عمليات القصف، لكن هذه الجهود لم تسفر عن تدافع المواطنين على المعابر، وتم تسجيل حالات مغادرة نادرة ومحدودة جداً.  

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل