لماذا نريدها ثورة في مصر؟
دعونا نكتب، فحينما ندون ونكتب نكتب من أوجاعنا ففي حقيقة الأمر لا أريد ثورة في مصر بمفهومها الذي نعرفة جميعاً بإسقاط النظام رغم احتياجنا لتحقيق أهداف ثورتنا التي نريد تطبيقها من أجل شهداء الميدان وأنفسنا.
لا زلنا نعاني في مصر الحبيبة من التشريد والمطاردة والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري حتى تخلى الجميع عنا وأصبحنا في قبضة سجان عديم الضمير والإنسانية والرحمة، وأصبح قطاع الأمن الوطني يتصارع في تدمير وتشريد منازل أهالي المعتقلين حتى صرنا من بين هؤلاء المشردين وحتى أصبح والدي يعاني داخل السجون المصرية من الإهمال الطبي وتجريده من ملابسه حتى أصبح كل ما يهمه هو حياتي انا مقابل الاطمئان عليّ وعلى أحوالي بزيارة أسرتي إليه.
نعم لقد اشتقت إلى رؤيتك يا أبي ..
اشتقت إلى حنانه .. اشتقت إلى الجلوس معه .. اشتقت إلى حبه ودعمه لى في حياتي العملية اشتقت إلى حرصه وحبه الشديد وتشجيعه لي لكي أصبح قدوة في المجتمع .. اشتقت لحبه لإخوته جميعاً وصلة الرحم لهم.
لا يزال منزلنا في ظلمة لافتقاد أبي الحبيب لا تزال اخوتي جميعاً يفتقدونه ويعانون من عدم وجوده.
نعم.. أصبحنا نعاني من أعباء زيارتنا وتكلفتها.
نعم.. أصبحنا نعترف أننا محرومون من وجود الابتسامة في منزلنا.
نعم.. لا يزال بداخلنا حرقة وثأر من القيادات الظالمة التي شردت دولة بأكملها ..
نعم.. لا زلنا نعاني كوننا صحفيين في مصر من قول الحقيقة ورصد الخبر للمتابع بمصداقية مهنية كما تعلمنا في مهنتنا.
هذه هي مصر الحبيبة أيها القارئ.
مصر التي أصبحنا لا نعرفها ولا تعرفنا.. هذه هي القيادة الفاسدة التي سعت في مصر فساداً حتى أصبح ليس لنا حقوق وأصبحنا نقتل في سجن العقرب سيئ السمعة ببطء، فلم يعد لنا كرامة ولم تسترد هيبة مصر الحبيبة كما كانت سابقاً تمتلك قرارها وسلاحها ودوائها ومقاومتها من أبناء شعبها فقط يتحكم بها الآن قذم مجرم سعى فيها فساداً يتحكم بها وكأنها عذبته يمتلكها كيف يشاء حتي صرنا نستيقظ على كوارث تفعل بحق أبناء شعبنا الحبيب.
كل ما نريده يا سادة أن نحيا حياة كريمة نريد محاسبة القتلة لا يهمني من يأتي يهمني أن يحاسبهم جميعاً على فعلتهم نريده أن ينتقم من المجرمين القتلة وأن يعوض أهالي الشهداء والمعتقلين ومن ضحوا فداء لمصر فقط، نريده أن يحكم بالحق.
هذه رؤيتي ورؤية الثوار حينما نتناقش سويا في وضع مصر وكيف صار وضعها المتدني هكذا هي رؤية الشباب من محاسبة الظالمين وإعلاميي السلطة.
لابد أن تعرف يا صديقي أننا لا نفكر في التآمر على الوطن ولسنا مناوئين للدولة فقط كل ما نريد عودة المعتقلين إلى ديارهم ومحاسبة القتلة..
الشارع بتاعنا
وهنمسك الشارع
#نازلين_يوم٢٥
ولايزال ندائي “عد يا أبي”
عذراً التعليقات مغلقة