ياسر محمد- حرية برس:
حسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجدل حول هوية السوريين المستهدف توطينهم في “المنطقة الآمنة”، والذين يبلغ عددهم مليون شخص في المرحلة الأولى التي يقول الرئيس التركي إنها قد تكون قريبة جداً.
ودعا أردوغان في كلمته أمام المنتدى العالمي للاجئين في جنيف، اليوم الثلاثاء، إلى إعادة توطين مليون لاجئ سوري في بلادهم “خلال فترة قصيرة جداً”، متهماً القوى العالمية بالتحرك لحماية حقول النفط السورية بأسرع من تحركها لحماية أطفال سوريا.
وحول هوية هؤلاء المليون الذين تستهدفهم الخطة التركية، قال الرئيس التركي: إنه ينبغي على أكثر من 600 ألف لاجئ (في تركيا) الانضمام طوعاً إلى نحو 371 ألفاً موجودين بالفعل في “منطقة سلام” بشمال سوريا كانت تركيا قد أخرجت فصائل كردية انفصالية منها.
وأضاف أردوغان الذي تستضيف بلاده نحو 3.7 مليون لاجئ سوري: “نحتاج لإيجاد صيغة ستسمح للاجئين بالبقاء في بلادهم ولمن سافروا بالفعل إلى تركيا بالعودة بسلام وإعادة التوطين في بلادهم”.
وبذلك يكون أردوغان قد حسم الجدل حول المستهدفين وهل هم من نازحي الداخل السوري أم من اللاجئين، إذ تبين أن خطة تركيا تهدف في المرحلة الراهنة إلى ضمان إعادة 600 سوري من الموجودين في تركيا، ومن ثم مليون شخص آخرين ضمن المرحلة الثانية من الخطة التي كانت من أولويات عملية “نبع السلام” العسكرية التي أطلقتها تركيا في شهر تشرين الأول الماضي لطرد الميليشيات الانفصالية من المناطق الحدودية السورية التركية.
وحول تأهيل المنطقة وتأمين أساسيات الحياة فيها، قال أردوغان: إن من الممكن بناء مساكن ومدارس في المنطقة الشمالية التي عاد إليها بالفعل 371 ألف لاجئ سوري منذ العمليات العسكرية التي نفذتها تركيا لتطهير المنطقة من التنظيمات الإرهابية.
وأضاف: “إذا تمكنا من تنفيذ المشروعات التي تحدثت عنها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعتقد أن إعادة التوطين يمكن أن تصل بسهولة إلى مليون خلال فترة قصيرة جداً”.
وفي انتقاد واضح للولايات المتحدة التي تحركت بسرعة لحماية حقول النفط السورية بعد انسحاب تنظيم داعش، قال أردوغان: “للأسف الجهود التي بُذلت لحماية حقول النفط لم يعبأ مثلها بأمن وسلامة أطفال سوريا”.
ومن أجل تأمين الإيرادات اللازمة لعملية إعادة إعمار المنطقة، وجه الرئيس التركي نداءً إلى القوى العالمية الفاعلة لاستخراج النفط السوري وإنفاق عائداته للاجئين الذين سيتم توطينهم في الشمال السوري.
واستشهد أردوغان بعبارة كتبت على جدران مدينة حلب: “لو كان ما يسيل من أطفالنا نفطاً بدل الدم لتدخل العالم فوراً”.. وعلق عليها قائلاً: “تشرح بشكل واضح للغاية المأساة الإنسانية في سوريا منذ 9 أعوام، فالجهود المبذولة لحماية آبار النفط لم تبذل من أجل الأطفال الفارين من البراميل المتفجرة للنجاة بأرواحهم”.
وأضاف: “لنستخرج معاً النفط من الآبار التي يسيطر عليها الإرهابيون في سوريا، ولننجز مشاريع بناء الوحدات السكنية، والمدارس، والمستشفيات، في المناطق المحررة من الإرهاب، ونوطن اللاجئين فيها.. ولكن لا نلمس إستجابة لهذه الدعوة، لأن النفط أهم بالنسبة لهم”.
وذكّر أردوغان دول العالم بالعبء الذي تتحمله تركيا، قائلاً: “دول صاحبة إمكانات مادية أكبر منا بكثير حددت استقبال عدد معين من اللاجئين بينما تركيا استقبلت جميعهم دون تمييز بين أديانهم وأعراقهم ولغاتهم”.
وأردف: “باستثناء حالات فردية لم تشهد تركيا أي حوادث لتهميش اللاجئين أو معاداتهم، ومن الضروري تطبيق الصيغ التي ستُبقي اللاجئين في بلدانهم وتعيد من هم في بلدنا إلى وطنهم”.
وأكد الرئيس التركي ضرورة عدم السماح في سوريا بتكرار نفس السيناريو ونفس الظلم الذي لاقاه اللاجئون الفلسطينيون.
عذراً التعليقات مغلقة