ياسر محمد- حرية برس:
في غياب الداعمين الرئيسيين لميليشيا “قسد” وما يسمى “الإدارة الذاتية”، اتفق فرقاء أستانا في الجولة التي اختتمت أمس الأربعاء، على منع إقامة أي كيان انفصالي في سوريا، وهو ما يمس “الإدارة الذاتية الكردية” مباشرة، فهل كُتبت نهايتها في هذا المؤتمر؟.
البيان الختامي الصادر عن محادثات “أستانا14″، والذي جاء بتوقيع الدول الضامنة (تركيا، روسيا، إيران) قال: “إن إيران وروسيا وتركيا ترفض جميع المحاولات الهادفة إلى خلق واقع جديد على الأرض، بما في ذلك مبادرات الحكم الذاتي غير المشروعة، بذريعة مكافحة الإرهاب”.
وشدد البيان على عزم الأطراف المذكورة على الوقوف ضد الأجندات الانفصالية التي تهدف إلى تقويض سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية وكذلك تهديد الأمن القومي للبلدان المجاورة.
نظام الأسد استغل مخرجات أستانا14 ليتحرك إعلامياً وسياسياً بشكل مكثف، في محاولة لاستئصال الكيان الانفصالي، مدعوماً بحزم روسي- إيراني في هذا الاتجاه، ومتقاطعاً في المصلحة مع العدو الأكبر (تركيا) التي هي صاحبة المصلحة الأولى في منع قيام أي كيان كردي على حدودها الجنوبية.
مندوب النظام في الأمم المتحدة ورئيس وفده المفاوض في مسار أستانا، بشار الجعفري، حمل بشدة على الكيان الانفصالي، زاعماً أنه لا توجد مشكلة لنظامه مع الأكراد، بل مع الانفصاليين فقط، (علماً أن نظام الأسد مارس بحق المكون الكردي السوري عامة كل أنواع التمييز لسنوات طويلة إلى درجة الحرمان من حق المواطنة).
وقال الجعفري، خلال مؤتمر صحفي عقب محادثات أستانا14، أمس الأربعاء، إنه “ليست هناك أزمة كردية في سوريا، والأكراد جزء لا يتجزأ من الشعب السوري والوجود السوري، والمحادثات معهم حوار سوري داخلي يتم نقاشه في سوريا”.
لكنه اشار إلى رفض نظامه كل عناصر “الإدارة الذاتية”، لأنه يعتبرها حركة انفصالية، وأشار إلى أن الحوار مع نظامه قائم “لكي يتمكن الأكراد من معرفة أخطائهم والابتعاد عن الأمريكيين، وبعد ثماني سنوات من الحرب لا يوجد مكان لهؤلاء الذين يؤدون اللعبة على الأراضي السورية”، وفق تعبيره.
من جهته، المدعو “عمر رحمون”، عضو ما يسمى “لجنة المصالحة الوطنية”، والمعروف بترويجه بروباغندا النظام، قال إن “أستانا14” أطلق رصاصة الرحمة على مشروع “الإدارة الذاتية”.
وفي حديث لراديو “سبوتنيك” الروسي، أوضح رحمون أن “انهيار تنظيم داعش في سوريا، أسقط اللافتة التي قامت الإدارة الذاتية من أجلها”، وزاد: “نحن الآن أمام استحقاق وطني والإدارة الذاتية مدعوة إما أن تقبل بالانضمام للجيش الوطني (قوات النظام) أو ستتم معالجة المسألة سياسياً أو عسكرياً”، بحسب موقع “سبوتنيك”.
وأكد رحمون بإصرار على الخيار العسكري في مواجهة الأكراد، قائلاً إن نظامه “سيكون مضطراً في النهاية لإنهاء هذا المشروع الانفصالي وهذا الوجود المسلح غير المشروع”، زاعماً أن دور شرق الفرات آتٍ بعد إدلب!.
ويوم الخميس الماضي، زار رئيس مكتب الأمن الوطني في نظام الأسد، علي مملوك، مدينة القامشلي والتقى وجهاء العشائر هناك.
وطالب “مملوك” العشائر بسحب أبنائهم من صفوف “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
في حين طلب شيوخ العشائر من مملوك إصدار عفو شامل وتسوية أوضاع المطلوبين، ما يعني أنهم ليسوا معترضين على أساس الفكرة.
وفي الوقت الذي يتقاسم فيه ضامنو أستانا تركة “قسد” شرقي الفرات، عززت تركيا وجودها العسكري في عدة نقاط وأنشأت 41 نقطة مراقبة، فيما سيطر الروس والنظام على طريق حلب- الحسكة الدولي، في ظل غياب كامل لميلشيات “قسد”، وانكفاء داعمهم الرئيسي (الولايات المتحدة) إلى ما حول حقول النفط فقط.
وتبقى ما تسمى “الإدارة الذاتية” تحظى بدعم سياسي أميركي فرنسي، وإن كانت قد فقدت الدعم العسكري، كما فقدت معظم الأراضي التي كانت تشكل جغرافيا “الإدارة الذاتية”.
Sorry Comments are closed