ياسر محمد- حرية برس:
قال رئيس وفد نظام الأسد إلى محادثات “أستانا14″، بشار الجعفري، إنه لا يوجد أي تهدئة في إدلب، وأن نظامه سيواصل الهجمات عليها، في الوقت الذي لم يسفر أي تصريح لأطراف دولية أو إقليمية عن تطمينات لتلك المنطقة الملتهبة، في ظل غياب وعجر تام للمعارضة عن فرض أي وجهة نظر في هذه الجولة كما في سابقاتها.
وفي التفاصيل، قال رئيس وفد نظام الأسد إلى محادثات أستانا14، بشار الجعفري، اليوم الثلاثاء، إن النظام سيستمر في التصعيد بمحافظة إدلب شمال سوريا، “ولن تشهد المنطقة أية تهدئة”.
وجاء حديثه في تصريحات للصحفيين على هامش الجولة الرابعة عشرة من محادثات أستانة، التي بدأت في العاصمة الكازاخستانية “نور سلطان” اليوم، إذ قال رداً على أحد الأسئلة: “لا توجد تهدئة في مضمار مكافحة الإرهاب على الإطلاق”.
ويتذرع نظام الأسد وحليفه الروسي بـ”مكافحة الإرهاب” في حملتهم العسكرية على إدلب، التي أسفرت عن استشهاد عشرات المدنيين وتهجير نحو 100 ألف شخص في الأسبوعين الماضيين، فيما أسفرت عن آلاف الشهداء والجرحى وتهجير أكثر من نصف مليون مدني منذ انطلاقتها في نيسان الماضي، بعد نقض روسيا اتفاق إدلب الذي وقعه الرئيس الروسي مع نظيره التركي في أيلول عام 2018 ويقضي بتحييد إدلب وإنشاء منطقة “خفض تصعيد” فيها.
ولا يتوقع أي طرف من السوريين أن تأتي المحادثات بجديد، فقد كانت الجولات الـ13 الماضية مجرد تثبيت مسار ثلاثي (روسي تركي إيراني) بدلاً من المسار الأممي، لفرض أجندة هذه الدول على الملف السوري، وهو ما حدث بالفعل، حتى إن المبعوث الدولي إلى سوريا أصبح يحضر هذه الجولات ويبني تصوراته وحلوله عليها!.
وفي هذا السياق، قال المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، في تصريح لوكالة “ريانوفوستي” الروسية، اليوم الثلاثاء، معلقاً على إمكانية نقل عمل “اللجنة الدستورية” من جنيف إلى دمشق: إن قرار نقل اللجنة الدستورية من جنيف إلى دمشق يجب أن يُتخذ من قبل السوريين كونه عملهم.
وكانت منصة موسكو المحسوبة على المعارضة والمنضوية ضمن هيئة التفاوض العليا، طالبت بنقل أعمال اللجنة إلى دمشق!.
ومن المقرر أن تناقش الوفود المشاركة في الجولة 14 من محادثات أستانا، غداً الأربعاء، إطلاق سراح المعتقلين، وإجراءات بناء الثقة وتكثيف المساعدات الإنسانية في سوريا وعودة اللاجئين إلى ديارهم، وهو ما يتم مناقشته منذ أربع جولات من دون التوصل إلى أي اتفاق أو تنفيذ ولو بنسبة ضئيلة.
كما سيبحث الاجتماع تطورات العملية السياسية في ضوء “اللجنة الدستورية”، ومناقشة مبادرات عقد مؤتمر دولي حول سوريا.
إلا أن “اللجنة الدستورية” التي أفشل وفد نظام الأسد جولتها الثانية قبل أسبوعين، لم تتوصل بعد إلى تحديد موعد جولة ثالثة، وقال المبعوث الدولي غير بيدرسون إنه سيزور دمشق وتركيا وروسيا وإيران لبحث مواصلة عمل اللجنة، من دون تحديد أي موعد أو تفاصيل.
ويرفض معظم السوريون هذه اللجنة التي تمخضت عن مؤتمر “سوتشي” المنبثق عن مسار “أستانا”، ويرون فيها تصوراً روسياً لحل “الأزمة” بإعادة إنتاج نظام الأسد بوجه جديد.
عذراً التعليقات مغلقة