ياسر محمد- حرية برس:
واصلت القوات التركية وقوات “الجيش الوطني” السوري المعارض، تقدمها داخل الحدود ووصلت إلى عمق 8 كم داخل الأراضي السورية، فيما أكدت تركيا أن لن تتجاوز مسافة 30 كم.
يأتي هذا في الوقت الذي تتفاعل فيه العملية وتتعدد ردود الأفعال الدولية والإقليمية حولها.
وفي التفاصيل، سيطرت القوات التركية وقوات “الجيش الوطني” على سبع قرى حدودية جديدة، معظمها قرب بلدة تل أبيض، وسط قصف مدفعي كثيف، كما شنَّت طائرات تركية غارات على المنطقة الممتدة بين تل أبيض ورأس العين.
وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، اليوم الجمعة، إن عملية “نبع السلام” مستمرة بنجاح كما هو مخطط لها، وتم حتى الآن تحييد 342 إرهابياً.
جاء ذلك في كلمة للوزير، خلال اجتماع تقييمي حول عملية “نبع السلام” العسكرية، شمالي سوريا، بحضور رئيس الأركان الفريق أول يشار غولر وقادة القوات الجوية والبرية.
وأضاف أكار، أن هدف العملية هو “إنهاء وجود التنظيمات الإرهابية شرق الفرات، على غرار “بي كا كا/ ي ب ك” و”داعش”، وإنشاء ممر للسلام في المنطقة، حتى يتمكن السوريون من العودة إلى منازلهم”.
وأكد على أن تنفيذ العملية حق من حقوق تركيا المنبثق من القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن، والمادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة، التي تنص على “حق الدفاع عن النفس”.
إلا أن المواقف الدولية لم تهدأ وإن كانت قد خفت حدتها بعد إفشال واشنطن وموسكو أمس الخميس قراراً في مجلس الأمن لإدانة العملية التركية.
لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عاد اليوم للمناورة محذراً من احتمال فرار محتجزي “داعش” شمال شرقي سوريا، بسبب العملية العسكرية التي تشنها تركيا في المنطقة.
وفي حديث مع وكالة “إنترفاكس” خلال زيارة لتركمانستان، قال بوتين إنه “غير متأكد مما إذا كان باستطاعة تركيا السيطرة على الموقف”.
وفي السياق ذاته، قال الأمين العام لحلف شمال الإطلسي، في وقت سابق اليوم، إنه من الضروري بقاء عناصر تنظيم “داعش” تحت السيطرة في العمليات العسكرية في سوريا، داعياً المجتمع الدولي إلى التعاون من أجل إبقائهم في سوريا.
ودعمت الخارجية الروسية مناورة بوتين، فقالت اليوم الجمعة: إن الهجوم الذي تشنه تركيا على مناطق شرق الفرات شمال سوريا التي تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب” الكردية “مسألة مثيرة إلى أقصى درجات القلق”.
ودعت الخارجية الروسية في بيان لها، تركيا والأطراف الأخرى في شمال شرق سوريا إلى ضبط النفس، وجددت دعوتها إلى إجراء محادثات بين نظام الأسد والأكراد وقالت إنها مستعدة للمساعدة في الوساطة لإجراء هذا الحوار.
من جهتها، واصلت فرنسا قيادة التصعيد الأوروبي والدولي تجاه العملية التركية، إذ دعا وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، لعقد اجتماع طارئ للدول الأعضاء في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، على خلفية العملية العسكرية التركية شمال شرقي سوريا.
وقال لودريان في لقاء مع برنامج “الساعة العشرين” على قناة “تي في2″ مساء الخميس، إن بلاده تقدم اقتراحًا لعقد اجتماع للتحالف الدولي لـ”ضمان أمننا الذي تهدده العملية التركية”.
ودعا لودريان التحالف إلى تحديد مستوى المسؤولية لكل عضو من أعضائه الـ 30، في الظروف الحالية، خلال الاجتماع.
وبعد قطر، أعلن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، دعم بلاده للعملية العسكرية الجديدة التي تشنها تركيا في شمال شرقي سوريا.
ووفقا لوكالة “أسوشيتد برس”، قالت الحكومة الباكستانية في بيان إن “رئيس الوزراء عمران خان، أجرى اليوم الجمعة مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.
وبحسب البيان، قال عمران خان للرئيس التركي إن “باكستان تتفهم تماماً مخاوف تركيا فيما يتعلق بالإرهاب والتهديدات والتحديات التي تواجهها، وخاصة أنها خسرت 40 ألف شخص من جراء الهجمات الإرهابية في السنوات الأخيرة”.
وأضاف خان أنه “يصلي من أجل نجاح جهود تركيا لتعزيز أمن واستقرار المنطقة والتسوية السلمية للأزمة السورية”.
Sorry Comments are closed