سمحت الحرب في سوريا للجيش الروسي بتجربة أسلحة جديدة، كما وفرت لشركات السلاح الروسية مراجعات ميدانية لتعديل عدد من الأسلحة بناء على ما كشفته الأرض السورية من عيوب في بعضها.
ولم يتردد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال مؤتمر عسكري سابق في القول إن غالبية الطيارين المقاتلين قد سافروا في سوريا.
ونقلت صحيفة “ريد ستار العسكرية الروسية” إن “98 في المائة من طاقم النقل الجوي و90 في المائة من طواقم الطيران في الجيش الروسي، وكذلك 60 في المائة من الطيارين للعمليات بعيدة المدى قد شاركوا بالفعل بالعمليات في سوريا”.
وأكد ما يقارب من ثلث مختصي الدفاع الجوي الروسي، أن حوالي 32 في المائة من الجنود يعملون على تطوير كفاءتهم المهنية أثناء تنفيذ المهام في سوريا.
وتتوفر في سوريا طبيعة صحراوية ومناخ مغاير لروسيا، لذلك وجد الطيارون الروس أنفسهم في بيئة جديدة لا تشبه ما اعتادوا عليه، وتفتقر روسيا إلى الخبرة في تصميم الأسلحة لمثل هذه المناخات.
ويقول بوريس أوبسونوف، رئيس مؤسسة الصواريخ التكتيكية الروسية: ” لن أخفي الأمر، تم العثور على عيوب مختلفة في ظروف قتال حقيقية”، مضيفا “بالنسبة لنا، أصبحت الحملة السورية اختبارا جادا”.
ومن الأسلحة التي جربتها روسيا في الحرب السورية: مقاتلات سوخوي، منها 35 أو 57، بالإضافة إلى القاذفة “تو 160″، كما استعملت روسيا القنابل الذكية.
وأضاف أوبسونوف أنه حاول إقناع الجيش الروسي باستخدام القنابل الذكية بدلا من القنابل غير الموجهة، قائلا: “لم يكن لدينا سلاح أرخص من القنابل المتساقطة غير الموجهة وقيل لنا إن القنبلة غير الموجهة فعالة للغاية بفضل طريقة جديدة للاستهداف”.
لكن وجود رياح قوية يمكن أن يوقف هذه القنبلة، لأنها لا تحتوي على نظام توجيه صحيح، وذلك راجع لقلة التدريب في روسيا على ظروف مناخية مماثلة لسوريا، حيث تتوفر في سوريا الحرارة والرياح والعواصف الرملية على خلاف روسيا.
ويضيف أوبسونوف “قبل سوريا، لم يكن ممكنا اختبار الأسلحة، على سبيل المثال صواريخنا الموجهة بالليزر، لم نكن نفترض في السابق إن الإضاءة مهمة، يعتبر سلاح الليزر أكثر الأسلحة دقة، لكن مداه يعتمد إلى حد كبير على شفافية الغلاف الجوي، فمبدأ تشغيل سلاح الليزر يعتمد على صفاء الجو”.
تعديل مروحيات بناء على التجربة في سوريا
بدأت روسيا بإدخال تعديلات على الطائرات الحربية والمروحيات والدبابات والصواريخ، وقالت وكالة الأنباء الروسية “تاس”: “يرغب المتخصصون العسكريون في زيادة مدى الأسلحة وتحسين مواصفات المروحيات وتكرار أنظمة ومكونات معينة وتقليل الوقت اللازم لإعداد المروحيات للطيران”.
وأعلن أندريه بوجينسكي الرئيس التنفيذي لشركة “هيليكوبتر الروسية” عن العشرات من التعديلات المتعلقة بتصميم الطائرات والأسلحة التي تحملها وأنظمة الدفاع على متنها وإمكانية استخدام أسلحة موحدة ومشابهة لم تستخدم على طائرات Ka-52 و Mi-28N”.
“جرّب في سوريا”
وعلى مدار الحرب في سوريا، استخدمت روسيا أكثر من 600 قطعة سلاح جديدة، وباتت روسيا تستعمل الأمر كاستراتيجية جديدة لتسويق أسلحتها، وكعلامة تجارية لإقناع المشترين المحتملين.
وجربت روسيا أنظمة جديدة للقتال البري وأنظمة دفاع جوي وطائرات بدون طيار ومركبات إزالة الألغام.
وقال سيرغي أ. كاراجانوف ، وهو عالم سياسي روسي ومستشار سابق للكرملين في شؤون السياسة الخارجية إن أحد الأسباب الرئيسية للتدخل الروسي في سوريا “كان تدريب قواتنا العسكرية وإظهار القوة الجديدة للقوات العسكرية الروسية، وبالتالي استعادة قدرتنا على الرد”.
وأضاف في حديث لمجلة “تي ار تي وورلد” “عندما أرسلت روسيا بعض صواريخ كروز فوق بحر قزوين لقتل عدد قليل من اللصوص في سوريا، كانت هذه خطوة مكلفة للغاية لإظهار أننا نمتلك جيلا جديدا من الأسلحة لردع القوات”.
وقال: “بالنسبة لدول قد تمثل مشترين محتملين، إنها رسالة قوية مفادها أن المعدات العسكرية الروسية تعمل بشكل مثالي. منذ بداية الحرب الأهلية السورية، أبدت العديد من الدول بما فيها تركيا وإيران اهتماما بشراء الأسلحة الروسية الجديدة”.
في فبراير ، أشار يوري بوريسوف، أحد كبار مسؤولي الدفاع الروس، إلى أن “الزبائن بدأوا يصطفون للحصول على الأسلحة التي أثبتت نفسها في الصراع السوري”، “لا يمكن المبالغة في تقدير فرصة الاختبار التي توفرها معركة حقيقية”، حسب تقييم بوريسوف.
Sorry Comments are closed