حذر الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” اليوم الجمعة، القوى الغربية من أي رفع للعقوبات المفروضة على روسيا لضمها شبه جزيرة القرم، على خلفية سعي باريس لتحقيق تقارب مع موسكو.
جاء ذلك في خطاب ألقاه في منتدى في “كييف”، حيث قال “زيلينسكي”: إن “العقوبات سلاح دبلوماسي قوي وفعال”، وأضاف “لا أكف عن التكرار لشركائنا الغربيين الذين يساعدوننا لكنهم يفكرون في بعض الأحيان برفع العقوبات: أنتم تخسرون أموالاً لكن نحن نخسر بشراً”، ملمحاً بذلك إلى آلاف الضحايا الذين سقطوا في الحرب التي اندلعت في 2014 في شرق أوكرانيا.
ورأى “زيلينسكي” في المنتدى الذي تنظمه مؤسسة “فيكتور بينشوك”، رجل الأعمال القريب من السلطة، أن العقوبات “ضريبة من أجل حفظ السلام”، مؤكدا أًن “العقوبات يجب أن تبقى إلى أن يتم إعادة السلام”، لافتاً إلى أن “السبيل الوحيد” لانهاء الحرب هو “الدبلوماسية”.
من جهته اعتبر الناطق باسم الكرملين “ديمتري بيسكوف” أن العقوبات المفروضة على روسيا “لا تأتي بشيء لأحد” و”لا تساعد على حل المشاكل” و”تخالف القانون الدولي”.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن الرئيس “زيلينسكي” قوله: أنه “لمس استعداداً لدى بوتين لتحسين العلاقات نظراً للوضع السياسي في العالم وذلك على أساس اتصالاته الهاتفية السابقة معه”، مضيفاً أيضاً أنه سيسعى جاهدا من اجل استعادة القرم لكنه أقر بأن “هذه المسألة ستكون الأكثر تعقيداً”.
وكان الاتحاد الأوروبي قد مدد يوم أمس الخميس لستة أشهر العقوبات المفروضة على مسؤولين روس وأوكرانيين بسبب تورطهم في النزاع في أوكرانيا، وهذه العقوبات التي يتم تمديدها دوريا منذ خمس سنوات، ترافقها قيود اقتصادية على قطاعات النفط والدفاع والمصارف الروسية، فيما فرضت موسكو رداً على ذلك حظراً على معظم المنتجات الغذائية الأوروبية ما وجه ضربة للصناعات الغذائية في دول عدة بينها فرنسا، الأمر الذي دفع الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” في الأسابيع الماضية الدفع في اتجاه مراجعة العلاقات مع روسيا، مشيراً إلى أن فرض عقوبات إضافية على روسيا لا يخدم مصالح فرنسا.
وفي خطوة للتهدئة بين كييف وموسكو، تبادلت الدولتان في الأسبوع الماضي سجناء، إذ أفرجت موسكو عن المخرج السينمائي أوليغ سينستوف الذي دعا الرئيس زيلينسكي إلى بذل أقصى جهوده من أجل تأمين الافراج عن عشرات الاوكرانيين الاخرين، يما اعتبر الكرملين أن تبادلاً جديداً للسجناء “ممكن ومفيد” لكن تطبيقه سيتطلب “عملاً شاقاً وطويلاً جداً على الأرجح”..
وتشهد العلاقات بين موسكو وكييف أزمة غير مسبوقة منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم في 2014، ثم اندلاع الحرب مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا،ما أسفر عن سقوط حوالى 13 ألف قتيل.
Sorry Comments are closed