أصدرت الأمم المتحدة تقريراً يوم الخميس ذكرت فيه أن سوريا شهدت نمواً في المحاصيل في عام 2019، وعزت الأسباب إلى غزارة الأمطار وتراجع حدة المعارك في مناطق عدة، لافتة إلى أن ارتفاع الأسعار ما يزال يشكل تهديداً للأمن الغذائي.
وذكر التقرير أن إنتاج القمح لهذا العام قُدر بحوالى 2،2 مليون طن، أي بنحو ضعف إنتاج العام الماضي الذي كان الأدنى على مدى السنوات الـ29 السابقة، بحسب تقرير حول تقييم المحاصيل الغذائية والأمن الغذائي صادر عن الأمم المتحدة.
ولا يزال هذا المحصول، رغم ذلك، أدنى بكثير من متوسط الإنتاج المقدر في عام 2011 والذي بلغ 4،1 مليون طن والعائد إلى ما قبل اندلاع النزاع الدامي الذي أسفر عن مقتل أكثر من 370 الف شخص ونزوح الملايين على حد وصف التقرير.
ولفت التقرير إلى أن “حوالي 6،5 مليون شخص في سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي وبحاجة إلى الغذاء ودعم سبل العيش”.
كذلك تطرق التقرير إلى محصول الشعير الذي تجاوز متوسط مستويات الإنتاج التي جرى تحقيقها قبل النزاع بأكثر من 150 في المئة، إلا ان ذلك لا يعني بالضرورة تحسن الأمن الغذائي في البلاد.
وذكر ممثل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في دمشق “مايك روبسون” في بيان أصدره: أنه “على الرغم من الأمطار الجيدة، لا يزال المزارعون في المناطق الريفية يواجهون العديد من التحديات”، وأشار بشكل خاص إلى عدم تمكنهم من الحصول على البذور والأسمدة، وارتفاع تكاليف النقل، ووجود ألغام في بعض حقولهم، إلى جانب محدودية فرص التسويق.
وذكر المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي “إيرفيه فيروسيل” “شهدت أسعار المواد الغذائية ارتفاعاً تدريجياً خلال الأشهر الماضية (12-14 شهراً)”، وعزا ذلك بدرجة كبيرة “لارتفاع أسعار الوقود محلياً وانخفاض قيمة الليرة السورية بشكل مستمر في سوق الصرف غير الرسمية”.
هذا وانخفضت قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الاميركي بشكل حاد لتصل إلى أدنى مستوياتها في السوق السوداء، وفق ما أفادت نشرة “سيريا ريبورت” الاقتصادية الثلاثاء.
يذكر أنه ومنذ نهاية العام 2018، بدأت الليرة السورية تفقد مجدداً وتدريجياً من قيمتها في السوق السوداء، إذا بلغ سعر صرف الدولار الثلاثاء 650 ليرة، على الرغم من أنه في آذار/مارس العام 2011 كان الدولار يساوي 48 ليرة سورية.
عذراً التعليقات مغلقة