ياسر محمد- حرية برس:
بعد سيطرة قوات النظام وحلفائه على بلدة التمانعة في ريف إدلب، مساء أمس الخميس، وسيطرته قبل ذلك على خان شيخون والهبيط، تغيرت الأوضاع في المحافظة التي تعد الملاذ الأخير للمعارضة والمهجرين قسرياً. فقد اقتحم آلاف المتظاهرين الحدود التركية من محاور عدة، اليوم الجمعة، ما أجبر روسيا على إعلان “وقف إطلاق نار” جديد اعتباراً من يوم غد السبت وحتى إشعار آخر لم تحدده، فيما خرج الرئيس التركي ووزير خارجيته بتصريحات تتوعد روسيا وأوروبا إذا لم يتوقف الهجوم على إدلب.
وفي التفاصيل، قال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، اليوم لجمعة، إن التطورات في منطقة خفض التصعيد في إدلب شمالي سوريا، ليست على النحو الذي نرغب فيه، مشيراً إلى أن “هناك هجرة من منطقة إدلب نحو تركيا”.
تصريحات “أردوغان” أتت مباشرة عقب اقتحام مئات المواطنين السوريين في محافظة إدلب الحدود التركية، اليوم الجمعة، للمطالبة بوقف حقيقي لإطلاق النار.
وأفادت وسائل إعلام محلية أن مظاهرات غاضبة اجتازت الطرف السوري من معبر “باب الهوى” الحدودي، وأسقطت البوابة الحديدية في معبر أطمة المجاور.
وقال أردوغان إن عدداً كبيراً من الناس قتلوا في إدلب جراء الهجمات، وزاد أن “بلاده تتخذ كافة التدابير، حيث إن الدبابات والمدفعية وناقلات جنود مدرعة للجيش التركي تتمركز في المنطقة الحدودية، وأن نقاط المراقبة التركية الـ12 في حالة تأهب في الوقت الراهن”، موضحاً أن “نقطتي المراقبة التركية التاسعة والعاشرة في إدلب تعرضتا لبعض التحرشات، وبعد لقائنا الرئيس بوتين، أبلغنا التحذيرات اللازمة بهذا الصدد”.
وتزامناً مع اقتحام المتظاهرين الحدود التركية، وتصريحات الرئيس التركي، أعلنت موسكو اليوم الجمعة، عن وقفٍ إطلاق النار في إدلب، للمرة الثالثة منذ بدء التصعيد العسكري على المنطقة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان صدر عنها ظهر اليوم، إنّ النظام سيوقف، بدءاً من السبت، إطلاق النار من جانب واحد في منطقة “خفض التصعيد” في إدلب.
وأضافت: “من أجل تحقيق استقرار الوضع، توصل المركز الروسي للمصالحة في سوريا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من القوات الحكومية السورية من جانب واحد، اعتباراً من الساعة 06:00 من صباح 31 من أغسطس 2019، في منطقة وقف التصعيد في إدلب”.
ولم تكشف وزارة الدفاع الروسية عن مدة وقف إطلاق النار، في حين دعت فصائل المعارضة في إدلب “إلى الالتزام بوقف إطلاق النار”، على حد تعبيرها.
ومن أوسلو، حذر وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو”، اليوم، من موجة لجوء إلى أوروبا بسبب التصعيد في إدلب.
وأضاف أن الجيش التركي سيغادر سوريا عند إيجاد حل سياسي، إلا أنه استطرد قائلاً: “لكن النظام السوري لا يؤمن حالياً بالحل السياسي”.
وعلى الصعيد السياسي كذلك، شدد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا “غير بيدرسون”، في جلسة مجلس الأمن بخصوص الأوضاع في إدلب، اليوم الجمعة، على ضرورة استعادة الهدوء في إدلب للمضي في الحل السياسي.
و سبق تصريح المبعوث الأممي نقاشات بين بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي بشأن مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار في إدلب، بمبادرة من (الكويت وألمانيا وبلجيكا). وتتعرض منطقة خفض التصعيد في إدلب لحملة عسكرية هي الأعنف منذ توقيع اتفاق خفض التصعيد بين موسكو وأنقرة في أيلول 2018، أدّت إلى دمار مدنٍ بأكملها حسبما قال “مارك لوكوك” وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثية.
إلى ذلك، تحدث رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة”، “أنس العبدة”، عن وجود ترتيب جديد لعمليات وخطط “الجبهة الوطنية للتحرير” العاملة في إدلب.
وقال العبدة، في لقاء مع وكالة الأناضول التركية، اليوم الجمعة، إن “هناك إعادة ترتيب لغرف عمليات وخطط الجبهة الوطنية للتحرير وبقية الفصائل”.
ولم يوضح العبدة الخطط المستقبلية، لكنه اعتبر أن الفصائل قادرة على الصمود ومعنوياتها عالية لمواجهة الحملة العسكرية لقوات النظام وروسيا.
عذراً التعليقات مغلقة