ياسر محمد- حرية برس:
اصطدم الحوار الروسي التركي حول إدلب بتعنت روسي لا تبدو الأمور معه متجهة إلى حلحلة ترضي الطرف التركي، وأوعزت موسكو إلى قوات الأسد باستهداف النقطة التركية التاسعة بنيران الأسلحة الأرضية، في رسالة واضحة للأتراك بأن عليهم التخلي عن المنطقة، وهو ما ترفضه أنقرة حتى الآن.
وفي رسالة للسوريين والعالم بأسره، أكدت روسيا -لأول مرة بشكل علني- وجود قوات تابعة لها على الأرض في إدلب، في تحد لإرادة المجتمع الدولي والحليف التركي، ونشرت وسائل إعلام مقطع فيديو يُظهر جندياً روسياً يتحدث من قلب مدينة خان شيخون التي دخلتها القوات الغازية اليوم الخميس.
ونشر المعارض السوري أحمد رمضان الفيديو في صفحته على “تويتر” معلقاً عليها بالقول: “قوات الاحتلال الروسية تحتل مدينة #خان_شيخون وتنشر جنودها في المدينة بعد إعلان لافروف أن القوات الروسية تقاتل ضد الشعب السوري وثورته.. أطماع المحتلين لم تعد خافية ولا وجود لكذبة اسمها (الجيش العربي السوري)”.
https://twitter.com/i/status/1164515740294115328
وفي سياق الضغط الروسي على تركيا، قال مسؤولان تركيان لوكالة رويترز اليوم الخميس، إن قوات النظام فتحت النار على موقع مراقبة تركي في شمال غرب سوريا (النقطة 9) لكن لم تحدث خسائر بشرية.
تأتي الواقعة بعد ضربة جوية استهدفت رتلاً عسكرياً تركياً يوم الاثنين الفائت، وقالت تركيا وقتها إنها تسببت في مقتل ثلاثة مدنيين أثناء تحرك الرتل باتجاه الجنوب نحو موقع مراقبة آخر قرب خان شيخون.
وفي الحوار المتواصل بين طرفي اتفاق “هدنة” إدلب (تركيا وروسيا) الذي وقع في أيلول عام 2019، أشارت تسريبات لصحيفة “الشرق الأوسط” إلى مطلب تركي بإبقاء نقاط مراقبة في شمال وغرب خان شيخون في مقابل فتح طريق دمشق – حلب الدولي. وأفادت المصادر للصحيفة بأن موسكو تتوقع وضع “ملامح جديدة لخريطة منطقة خفض التصعيد في إدلب على خلفية التطورات الميدانية الأخيرة”.
ومن الطرف التركي تتمحور المفاوضات حول “الإبقاء على نقطة المراقبة التركية في مورك مع إقامة نقطتي مراقبة جديدتين في شمال خان شيخون وغربها، إضافة إلى انسحاب قوات النظام من المناطق التي تقدمت إليها، مؤخراً، باتجاه بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي”. ومقابل هذه المطالب أبدت أنقرة في المقابل استعداداً لمناقشة فتح طريق دمشق – حلب الدولي وآليات السيطرة والمراقبة عليه.
بينما تسعى روسيا إلى “العمل لإعادة رسم ملامح منطقة خفض التصعيد بشكل يقلص مناطق وجود المعارضة لصالح النظام مع الإبقاء على اتفاق سوتشي كأساس للتعاون الروسي – التركي في المنطقة”.
وجرياً على عادتها في الترويج لإعلان احتلالها منطقة ما، أعلنت وزارة خارجية نظام الأسد اليوم الخميس، فتح معبر لخروج المدنيين الراغبين من المنطقة التي تشهد تصعيداً عسكرياً منذ أشهر في إدلب في شمال غربي البلاد.
يأتي هذا بعدما هجرت الهجمة الروسية المدعومة بميليشيات النظام أكثر من مليون شخص اتجه معظمهم نحو الحدود التركية السورية، وافترش آلاف منهم الحقول والأراضي الزراعية مع إغلاق كافة الحدود الداخلية والخارجية في وجوههم!.
عذراً التعليقات مغلقة