يعتزم فيسبوك توظيف صحافيين مهنيين عوضاً عن الاعتماد على خوارزميات لنقل الأخبار، وهي خطوة إيجابية لكنّها لن تؤدي إلى تغيير أوضاع صناعة الإعلام التي تمر بأوقات صعبة، بحسب ما قال محللون.
وأعلن عملاق التواصل الاجتماعي الثلاثاء، أنه سيشكّل فريقاً صغيراً من الصحافيين، لاختيار أبرز الأخبار الوطنية لضمان إيراز الحوادث الصحيحة.
وستظهر القصص في قسم “شريط الأخبار” (نيوز تاب) الذي سيكون منفصلاً عن القسم التقليدي، الذي تظهر فيه تحديثات المستخدمين الآخرين من أصدقاء وأقارب.
وسيقوم صحافيو فيسبوك باختيار قصص من المواقع الإخبارية، من دون أن يقوموا بإدخال تعديلات تحريرية على العناوين او يعيدوا كتابة المحتوى.
وأكدت الشركة التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، مراراً إنها لا تريد أن يتم اعتبارها مؤسسة إعلامية تقوم بقرارات تحريرية، والإعلان الأخير لا يغير من هذا التوجه، بحسب خبراء.
وسيكون قسم الأخبار أول خدمة إخبارية للموقع تستخدم مشرفين بشر بعد إغلاق قسم “الموضوعات الشائعة” في العام الماضي، بعد فضيحة سببتها معلومات أفادت أن موظفي القسم حجبوا قصصاً متعلقة بقضايا لا تثير الاهتمام.
ويأتي إطلاق قسم الأخبار المتخصص فيما يقوم فيسبوك بسلسلة مبادرات لتعزيز الصحافة، إذ تتهمه المؤسسات الإعلامية التقليدية بالاستفادة مالياً من عملها الشاق.
يأتي القرار في وقت يمر قطاع الإعلام الأميركي بأزمات فقدان وظائف وإغلاق صحف ومحاولة المؤسسات الإعلامية إيجاد وسائل لتحقيق أرباح في عصر الأخبار المجانية، وتهيمن منصات التواصل الاجتماعي على مساحات الإعلان على الإنترنت، ما يجعل من الصعب على المؤسسات الإخبارية نقل الإعلانات المطبوعة التي كانت مربحة للغاية لصفحاتها على الإنترنت.
وفي كانون الثاني/يناير الفائت، اعلن فيسبوك أنه سيستثمر 300 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات لدعم الصحافة وخاصة المؤسسات الإخبارية المحلية، وقد موّل بالفعل مشاريع لتقصي الحقائق في جميع أنحاء العالم، من بينها مشروع بالشراكة مع وكالة “فرانس برس”، وأفادت التقارير أن “فيسبوك” سيدفع أموالاً لبعض الناشرين لقاء نشر المحتوى الإخباري لهم في قسم الأخبار.
وتشهد الصحافة المطبوعة في العالم وفي الولايات المتحدة تراجعاً كبيراً في الفترة الأخيرة، إذ تفوقت وسائل التواصل الاجتماعي على الصحف كمصدر رئيسي للأخبار للأميركيين، وأغلقت قرابة ألفي صحيفة أميركية خلال السنوات ال15 الماضية، وانخفض عدد الصحافيين العاملين في الصحف الأمريكية بنسبة 47 بالمئة من العام 2008 إلى العام 2018، وفقاً لاستطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث العام الماضي.
ووجدت المجموعة أن إجمالي عدد الصحافيين في غرف الأخبار انخفض بنسبة 25 بالمئة، فيما قالت شركة الاستشارات “تشالنجر غراي آند كريسماس” إن العام الجاري سيكون الأسوأ في تسريح الموظفين منذ 2009.
عذراً التعليقات مغلقة