أمجد الساري- إسطنبول- حرية برس:
أطلق طلاب جامعيون سوريون مشروعاً تعليمياً خاصاً بالأطفال السوريين المنقطعين عن التعليم، ممن يعملون في المصانع والمعامل في مدينة إسطنبول التركية، حيث سيوفر لهم المشروع فرصةً لتعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب بالإضافة إلى تعلم اللغة التركية.
وانطلق المشروع الذي يحمل اسم “نون التعليمي” يوم الخميس الماضي على متن سفينة “فالدة سلطان” في إسطنبول، تحت مسمى “رحلة المئة”، ويهدف بحسب المنظمين إلى تقديم التعليم لمئة طفل سوري في إسطنبول في خطوة أولى، على أن يشمل لاحقاً الأطفال السوريين المنقطعين عن الدراسة في تركيا جميعهم.
وقال “عمر مبيض”، أحد مؤسسي المشروع في حديثه لـ”حرية برس”، إن “الهدف الرئيس من المشروع تأمين فرصة تعليمية للأطفال السوريين الذين يعملون في المصانع والمعامل، ممن لا تسمح لهم ظروفهم بمتابعة تعليمهم”، مضيفاً أن المشروع سيعيد الجو التعليمي لهؤلاء الأطفال، وسيؤمن بيئة تعيد لهم طفولتهم المسلوبة وحقهم في التعلم، وسيحد من حالات الجهل والأميّة لدى الأطفال السوريين في إسطنبول.
وأوضح أن المشروع سيكون عبارة عن دورات تعليمية تعطى أيام العطل في نهاية الأسبوع، حيث سيدرس الأطفال المواد الأساسية كمواد اللغة العربية والتركية والرياضيات والقرآن الكريم، وسيشرف على العملية الدراسية أساتذة مختصون، كما سيتم تنظيم فعاليات ترفيهية للأطفال.
وأشار إلى أن المشروع تطوعي خيري جاءت فكرته من خلال فيديو انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي لشخص يحمل ورقة كُتب عليها اسم (الله)، عرضها على الأطفال في المخيمات، من دون أن يتمكن أحدهم من قراءتها أو معرفة محتواها، منوهاً إلى أنه بعد مشاهدته الفيديو قرر أن يجتمع مع رفاقه للتفكير في كيفية الحد من ظاهرة الجهل والأميّة لهؤلاء الأطفال.
وبدوره قال “بدر زيدان”، أحد منظمي الفعالية، إن “المشروع انطلق بحضور أكثر من 400 شخص في رحلة أطلقنا عليها اسم ’رحلة المئة’ على متن سفينة متجولة في البوسفور، تم فيها الحديث عن مشروع نون التعليمي وعن فكرته وأهدافه وآلية العمل، كما قدم المختص الفيزيائي ’شنغين علي أوغلو’ عروضاً فيزيائية، إضافة إلى فقرة إنشادية من تقديم المنشد عبدالسلام حوى’، مشيراً إلى أن “الهدف من الرحلة كان تهيئة جو جميل للعائلات السورية في عيد الأضحى المبارك، وفي الوقت ذاته تسليط الضوء على قضية عمالة الأطفال وضررها عليهم وعلى مستقبلهم وعلى الأجيال القادمة”.
وأضاف “سنتواصل مع أهالي الأطفال من أجل توعيتهم بشان أهمية متابعة أبنائهم لتعليمهم، وضرورة تلقي أولادهم للعلم ومحو الجهل والأمية، لأن هنالك بعض الأهالي ما زالوا يرفضون فكرة دخول أبنائهم المدارس بسبب عملهم من أجل لقمة العيش”.
يشار إلى أن آلاف الأطفال السوريين انقطعوا عن الدراسة في تركيا بسبب انخراطهم في سوق العمل، وبحسب إحصائية لوزارة التربية والتعليم التركية فإنه من بين حوالى 1،47 مليون طفل سوري في تركيا، تمكن 600 ألف طفل من الالتحاق بالمدارس.
Sorry Comments are closed