روسيا لاحتلال “طرق” إدلب.. وأميركا تماطل تركيا شرقي الفرات

فريق التحرير9 أغسطس 2019آخر تحديث :
وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار” والمبعوث الأميركي إلى سوريا “جيمس جيفري” في أنقرة يوم 22 يوليو 2019

ياسر محمد- حرية برس:

ما إن أعلن الجانبان التركي والأميركي عن التوصل لإنشاء “آلية” تنسيق شرق الفرات وصولاً إلى “منطقة آمنة”، حتى بدأ الأميركان مباشرة التنصل من جوهر الاتفاق، ألا وهو إنشاء تلك المنطقة بالسرعة اللازمة وفق الرؤية التركية، على الرغم من تأكيد وزير الخارجية التركي أمس واليوم أن تركيا لن تسمح بإبطاء تنفيذ الاتفاق (الذي لم تُعلن تفاصيله).

وفي الوقت نفسه الذي تُثار فيه عاصفة “المنطقة الآمنة” شرقي الفرات، تواصل روسيا وقوات الأسد الهجوم الوحشي في أرياف حماة وإدلب، محققين مزيداً من المكاسب على الأرض بعد حرقها، ما جعلهم على بوابة بلدة الهبيط الاستراتيجية بريف إدلب الجنوبي.

وعلى الرغم من عدم بت أحد في احتمال وجود صفقة ضمنية بين الأطراف يتم بمقتضاها مقايضة “المنطقة الآمنة” شرقي الفرات ببعض مناطق إدلب، قال المحلل الاستراتيجي الروسي سيريل سيمينوف، إنّ الوضع الحالي في إدلب يشكل تهديداً لكل من تركيا وروسيا ونظام الأسد، متوقعاً أن يتم عقد اتّفاقٍ جديد بشأن إدلب بين أنقرة وموسكو في أستانا 14 المقرّر الشهر المقبل.

وتوقّع الخبير الروسي أن يسيطر نظام -بناءً على تفاهمات روسية تركية- على المناطق اللازمة لإعادة تشغيل حركة المرور على الطرق السريعة (أتوستراد حلب دمشق، طريق حلب اللاذقية). وهذا يعني سيطرة النظام على معظم محافظة إدلب (جسر الشغور، أريحا، سراقب، خان شيخون، معرة النعمان…) لتبقى مدينة إدلب وبعض البلدات حولها فقط بحوزة المعارضة والأتراك.

وفي هذا السياق يرى محللون عسكريون هجمة النظام وروسيا الهمجية على أرياف إدلب وحماة، التي كادت تصل بلدة “الهبيط” بوابة إدلب الجنوبية.

فقد أوضح القيادي في الجيش الحر، النقيب عبد السلام عبد الرزاق، لموقع “عربي 21” أن “الهبيط تكتسي أهمية لكونها بوابة لريف إدلب الجنوبي، وبوابة للوصول إلى مدينة خان شيخون والطريق الدولي (دمشق- حلب)”.

وأضاف عبد الرازق أن “السيطرة على الهبيط تسهل إحكام السيطرة على سهل الغاب، والانتقال شمالاً باتجاه منطقة جسر الشغور”.

ونقلت “عربي21” عن مصادر لم تسمها أن المعارك تستهدف السيطرة على المناطق اللازمة لإعادة تشغيل الطرق الدولية السريعة المارة في إدلب “M4-M5” بين حلب ودمشق واللاذقية، موضحة أن “روسيا تسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف بزيادة الضغط العسكري في إدلب”، تتعلق بفتح الطرق الدولية المارة بإدلب، والضغط على تركيا، التي أعلنت عن اتفاق مع الولايات المتحدة في شرق الفرات.

وفي آخر مستجدات اتفاق شرق الفرات الغامض، والذي أعلن عنه أول من أمس الأربعاء، لم تذكر وزارة الدفاع الأميركية التوصل إلى إنشاء “منطقة آمنة” كما أعلنت تركيا، ونقلت وكالة الأناضول عن المتحدث باسم البنتاغون، شون روبرتسون، قوله “تم إحراز تقدم مع تركيا خلال المحادثات العسكرية بأنقرة في الأسبوع الجاري، لإنشاء آلية أمنية مستدامة تزيل الهواجس الأمنية المشروعة لتركيا شمال شرقي سوريا”. وأشارت الوكالة إلى أنه لم يذكر “منطقة آمنة”.

وأضاف روبرتسون “في هذا السياق، نخطط لتأسيس مركز العمليات المشتركة بين الولايات المتحدة وتركيا من أجل الاستمرار في التخطيط والتنفيذ”.

وشدد روبرتسون على أن “الآلية الأمنية ستدخل حيز التنفيذ تدريجياً، والولايات المتحدة تستعد لاتخاذ بعض الخطوات على الفور، وهي على تواصل العمل مع تركيا حول هذه القضايا”.

وتخشى تركيا من إقدام واشنطن على تمييع الملف من خلال الدخول في تفاصيل والخلاف على كل نقطة، وهو ما تحدث عنه وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، مؤكداً أن بلاده لن تسمح بتأجيل أو تعطيل ملف شرقي الفرات كما حصل في اتفاق منبج، الذي عطلته الولايات المتحدة لأكثر من عامين.

السياسي السوري المعارض، عبد الباسط سيدا، رأى أن التوصل لإنفاذ الاتفاق صعب، ولكنه ممكن في حال توفر المصلحة والرغبة، وكتب معلقاً على الموضوع في “تويتر”: “ما نعتقده هو أن الإرادة التي مكّنت الجانبين الأميركي والتركي من التوصل إلى إتفاق أولي بخصوص المنطقة الآمنة، بعد سلسلة طويلة من المناكفات وعمليات الشد والجذب، قادرة على تذليل عقبات التفاصيل التي ستبرز  بالتأكيد عند كل منعطف ولدى قلب أي حجر، إذا كانت هناك رغبة في استمرارية التوافق”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل