ياسر محمد- حرية برس:
مع استمرار المحادثات التركية الأميركية في أنقرة، حول “المنطقة الآمنة” شرقي الفرات، صعّد الطرفان من تصريحاتهما التي وصلت حد الوعيد، فبينما تصر أنقرة على دخول المنطقة بعمق لا يقل عن 30 كم، قال وزير الدفاع الأميركي إن واشنطن ستمنع ذلك وتقف إلى جانب حليفها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ضد التوغل التركي!.
وفي تصريح مستغرب ومستفز، قال وزير الدفاع الأمريكي “مارك إسبر”، اليوم الثلاثاء، إن أي عملية تركية في شمال سوريا ستكون “غير مقبولة” وإن الولايات المتحدة ستمنع أي توغل أحادي الجانب. وفق ما نقلت وكالة رويترز.
وأضاف إسبر للصحفيين المرافقين له في زيارة إلى اليابان: “نعتبر أن أي تحرك أحادي من جانبهم سيكون غير مقبول”.
ومضى يقول: “ما سنفعله هو منع أي توغل أحادي من شأنه أن يؤثر على المصالح المشتركة… للولايات المتحدة وتركيا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال سوريا”.
فيما قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بعد تصريحات الوزير الأميركي، إن تركيا لا يمكن أن تشعر بالاستقرار مع نمو المنظمات الإرهابية كالخلايا السرطلانية على حدودها (في إشارة إلى الميليشيات التابعة لقسد شرقي الفرات)، مستنكراً الدعم الأميركي لهذه الميليشيات ومدها بالأسلحة.
إلى ذلك أكدت مصادر عسكرية وصحفية أن تركيا ستبادر بتوغل فردي محدود شرقي الفرات، في وقت قريب بعد عيد الأضحى.
وفي هذا السياق قالت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية، أمس الاثنين، إن العملية ستنطلق بعد 11 آب/ أغسطس الجاري، و”غالبا بعد عيد الأضحى”.
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري تركي، لم تكشف هويته، قوله إن “القوات التركية تخطط للعملية بعد العيد المقبل، و ربما يتم تنفيذها في أية لحظة وفقاً للتطورات”.
فيما قال الباحث السياسي المختص في الشأن التركي سعيد الحاج، إن تركيا ستبدأ بعملية عسكريةٍ منفردة شرق الفرات، وذلك بعد مؤشرات عن فشل الجولة الثانية من المفاوضات التركية الأمريكية في أنقرة.
وأكد المحلل الحاج لموقع بروكار برس “وجود مؤشرات كثيرة على أن النبرة التركية بخصوص عملية عسكرية في مناطق شرق الفرات السورية مختلفة”، لافتاً إلى أنها “لن تكون عملية واسعة على غرار درع الفرات وغصن الزيتون، أي عملية ممتدة زمنياً وجغرافياً وبما يشمل توغلاً برياً واسعاً”.
وأوضح الحاج: “الأقرب هو عمليات محدودة ومحسوبة في بعض البلدات الحدودية مثل تل أبيض وعين العرب ورأس العين وغيرها”.
ميدانياً، تتواصل تعزيزات وتحشيدات الأطراف تحسباً لمعركة مقبلة، فبينما هدمت تركيا جزءاً من الجدار الفاصل على الحدود مع سوريا، وأرسلت عدة أرتال إلى المناطق المقابلة لتل أبيض وعين وجوارها، عززت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) نقاطها المنتشرة في محيط بلدة رأس العين المقابلة للحدود التركية مساء أمس الاثنين، وتزامن ذلك مع وصول مساعدات عسكرية لها مقدمة واشنطن.
ودخلت قافلة مؤلفة من 150 إلى 200 شاحنة محملة بمساعدات لوجستية وعربات عسكرية تابعة للتحالف الدولي، إلى مدينة قامشلي بالحسكة عن طريق معبر “سيمالكا” مع إقليم كردستان العراق.
يذكر أن المحادثات التركية الأميركية المنعقدة في أنقرة ستتواصل حتى يوم الجمعة المقبل، إلا أن الخروج باتفاق يبدو بعيد المنال، فالولايات المتحدة تصر على منطقة بعمق لا يتجاوز 8 كم، وبإدارة مشتركة بين واشنطن وأنقرة، بينما تصر أنقرة على منطقة بعمق 30 كم وتكون بإدارة تركية وخالية تماماً من ميليشيات “قسد”، إلا أن تواصل المحادثات ربما يؤدي إلى التوصل لحلول وسط تجنب الطرفين مزيداً من التدهور في العلاقات.
Sorry Comments are closed