حرية برس:
أصدرت “هيومن رايتس ووتش” تقريراً يوم الثلاثاء قالت فيه: إن “الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا تحتجز أكثر من 11 ألف امرأة وطفل أجنبي بينهم على الأقل 7 آلاف طفل دون سن 12 مرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية”، في ظروف مروعة وأحياناً تؤدي إلى الوفاة داخل مخيم صحراوي مغلق هناك.
وأجرت المنظمة 3 زيارات في حزيران/يونيو 2019 إلى مخيم الهول، حيث تُحتجز نساء وأطفال أجانب، اكتشفت أثناءها وجود مراحيض فائضة، ومياه مجارٍ متسربة إلى الخيام الممزقة، وسكان يشربون مياه الغسيل القذرة من خزانات تحتوي على ديدان.
وذكرت المنظمة في تقريرها وجود أطفال صغار لديهم طفح جلدي وأطرافهم نحيلة وبطونهم منتفخة ينبشون أكوام القمامة النتنة تحت أشعة الشمس الحارقة، أو يرقدون على أرضيات المخيم وأجسادهم غارقة في الأوساخ والذباب، وبحسب مجموعات الإغاثة ومديري المخيمات، فإن الأطفال يموتون من الإسهال الحاد والأمراض الشبيهة بالإنفلونزا.
وتضمن التقرير شهادة “ليتا تايلر” باحثة أولى في شؤون الإرهاب ومكافحته في “هيومن رايتس ووتش” التي جاء فيها: أن “النساء والأطفال الأجانب محبوسون إلى أجل غير مسمى في جحيم رملي في شمال شرق سوريا، بينما تشيح بلدانهم الأصلية بنظرها عنهم، ينبغي للحكومات أن تفعل ما في وسعها لحماية مواطنيها، وليس تركهم للمرض والموت في صحراء غريبة”.
ووفقاً للأمم المتحدة، فقد لقي 240 طفلاً على الأقل مصرعهم في طريقهم إلى المخيم أو داخله، فيما لفتت مجموعة المساعدات الدولية أن سلطات المخيم، الذي تشرف عليه الإدارة الذاتية، يبدو أنها لا تسجل الوفيات باستمرار، ولا يسمح حراس الهول للنساء والأطفال بمغادرة المخيم إلا عندما تتم مرافقتهم لحالات الطوارئ، مثل الجراحة غير المتوفرة في مستشفيات المخيم.
وجاء في التقرير أن مسؤولين من الإدارة الذاتية قد أعلنوا لـ “هيومن رايتس ووتش” إنهم لا يعتزمون محاكمة النساء والأطفال. وعند سؤالهم عن الوضع القانوني للنساء والأطفال، واكتفوا بالقول في تصريح مكتوب موجز إنه عندما غادرت النساء والأطفال المناطق الخاضعة لـ “داعش”، نقلوا إلى الهول بهدف تسليمهم إلى دولهم كونهم من جنسيات مختلفة، وقد أرسلت قوات سوريا الديموقراطية مهى وأطفالها إلى مخيم الهول، بينما نقلت الرجال إلى السجن للتحقيق معهم.
وفي وقت تتفاوت فيه سياسات الدول الأوروبية بخصوص استعادة الأطفال المولودين لآباء منتمين إلى “داعش” فقد استعادت النرويج في يونيو/حزيران خمس أيتام ، واستعادت فرنسا في مارس/آذار ويونيو/حزيران 18 طفلاً – 17 من مخيم الهول وواحد من العراق، في يونيو/حزيران، كذلك أعادت السويد 7 أطفال إلى ديارهم، واستعادت هولندا طفلين من سوريا، فيما استعادت ألمانيا أقل من عشرة من العراق، بينما استعادت أستراليا في يونيو/حزيران 8 أطفال من سوريا.
كذلك استعادت الولايات المتحدة، التي انتقدت حلفاءها الغربيين الغربيين لرفضهم استعادة جميع مواطنيهم، 16 من البالغين والأطفال منذ يوليو/تموز 2018. استعادت إيطاليا في يونيو/حزيران واحداً فقط وذلك بحسب ما ورد في التقرير.
وأوصت المنظمة الدول في ختام تقريرها بضرورة اتخاذ جميع الخطوات الممكنة على الفور لضمان قدرة مواطنيها العالقين في أي من مناطق الهول أو في مخيمات أو سجون أخرى في شمال شرق سوريا على طلب العودة إلى بلادهم، كجزء من تدابير المساعدة في جهود الإعادة إلى الوطن، وتسريع جهود التحقق من الجنسية، وخاصة للأطفال، وحثت على ضمان محاكمات عادلة وظروف إنسانية التحقيق مع ومحاكمة العائدين المسؤولين عن جرائم دولية مثل جرائم الحرب والتعذيب إذا لزم الأمر.
يشار إلى أن مخيم الهول حالياً يضم حالياً أكثر من سبعين ألف شخص، يعتاشون من مساعدات محدودة تقدّمها لهم المنظمات الدوليّة، وقد وصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مؤخراً الوضع فيه بـ”الكارثي” بينما تحدّثت منظمة هيومن رايتس ووتش عن “ظروف مروعة” في “مخيم صحراوي مغلق”.
عذراً التعليقات مغلقة