خرج المحقق الخاص روبرت مولر الأربعاء عن صمته نسبيا، حين مثل أمام الكونغرس الأمريكي في جلسة استماع بشأن التقرير الذي سبق وأعده حول التحقيق في تدخل روسيا بالانتخابات الأمريكية، إذ قال إن تقريره لم يبرئ الرئيس دونالد ترامب بشكل تام، ولا سيما من شبهة إعاقة سير العدالة، وذلك خلافا لما يؤكده الرئيس الأمريكي.
وفي افتتاح جلسة مرتقبة بشدة قال مولر أمام اللجنة القضائية في مجلس النواب إن “ما خلص إليه التحقيق يشير إلى أن الرئيس لم يبرأ من أفعال يشتبه بأنه ارتكبها”.
وفي معرض رده على أسئلة رئيس اللجنة جيري نادلر قال المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي “كلا”، التقرير الواقع في 448 صفحة لم يبرئ ترامب.
وأكد مولر أن التحقيق الذي أجراه واستمر نحو عامين أجري بـ”نزاهة واستقلالية”، مذكرا بأن فريقه قال في التقرير “إننا لن نقول ما إذا كان الرئيس قد ارتكب جرما. كان هذا قرارنا وسيبقى كذلك”.
وتابع مولر “بصفتي محققا، هناك مسوغات تفرض أن تكون شهادتي محصورة”، وهو كان قد أبلغ اللجنة في بداية الجلسة بأنه “لن يرد على كل الأسئلة”.
ويتحدث مولر في التقرير الذي يقع في أكثر من 400 صفحة عن الجهود التي بذلتها روسيا لمساعدة ترامب عام 2016، لكن يضيف أنه لم يتمكن من إيجاد أي دليل يثبت حصول تواطؤ بين موسكو وفريق حملة ترامب الانتخابية، على الرغم من تواصل متكرر بينهما.
لكن مولر يتحدث بعد ذلك بالتفصيل عن ضغوطات مريبة مارسها ترامب على سير التحقيق، ويؤكد أنه لا يمكنه تبرئة ترامب من تهم عرقلة عمل القضاء.
وأراد مولر، البالغ من العمر 74 عاما، تفادي المثول أمام الكونغرس، كما أكد أنه لا يرغب في إضافة تفاصيل جديدة غير الموجودة في تقريره بشأن التحقيق الذي أطلقه في آذار/مارس. غير أن أوجه الغموض في تقريره تركت الباب مفتوحا أمام تفسيرات متباينة.
وتحدث مولر بالتفصيل عن ضغوطات مريبة مارسها ترامب على سير التحقيق، ويؤكد أنه لا يمكنه تبرئة ترامب من تهم عرقلة عمل القضاء.
بيد أن مولر حرص على عدم تقديم توصيات بشأن التدابير الواجب اتخاذها على ضوء خلاصاته. وكتب أنه لا يمكن للقضاء العادي إدانة رئيس في منصبه، وأن الكونغرس وحده يمكنه ملاحقته.
ومنذ ذلك الحين، يقول دونالد ترامب إن تقرير مولر “برأه تماما” وإن القضية أغلقت. وكرر القول “لا فساد، ولا عرقلة” لسير القضاء.
عذراً التعليقات مغلقة