دير الزور – حرية برس:
تشهد مدينة دير الزور وريفها حالة من الإهمال الخدمي تبدو كأنها عقاب لسكان المحافظة التي عانت الكثير خلال السنوات الماضية من ويلات جرائم قصف وانتهاكات قوات الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
المحافظة التي سيطر عليها نظام الأسد نهاية العام 2017، بعد معارك مع تنظيم داعش، تسببت بدمار هائل ومجازر مروعة، وتهجير واسع لأبناء المدينة ومناطق الريف، لا يبدو أنها في دائرة اهتمام مسؤولي نظام الأسد، وبلديات مجلس المحافظة، ومؤسساتها الخدمية، وما تبقى من سكان المحافظة والعائدين إليها يعيشون ظروفاً معيشية بالغة القسوة.
أبرز مظاهر معاناة سكان دير الزور هي تراكم القمامة في مختلف أحيائها، وقرى وبلدات ومدن ريفها الواسع، ولا تلقى شكاوى الأهالي آذاناً صاغية لدى مسؤولي بلديات نظام الأسد، وكل المحاولات الشعبية لترحيل أكوام القمامة لا تكفي لتخلص السكان من مخاطر لطالما ذكروا المسؤولين بها.
أبو محمد خطاب، مدرس في إحدى ثانويات مدينة دير الزور يقول لمراسل “حرية برس” إن مكبات القمامة العشوائية تنتشر في حي الجورة حيث يقيم، ولا توجد أي حاويات، والبلدية تقوم بترحيل أكوام القمامة مرة كل شهرين في أحسن الأحوال.
ويضيف خطاب: “مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة بدأت أكوام القمامة تنشر روائح كريهة، وتتجمع حولها الحشرات والقوارض، والحيوانات الشاردة، والأمراض الجلدية بدأت بالانتشار بين سكان الحي بشكل ينذر بكارثة صحية”.
وجواباً على سؤال مراسلنا، يقول خطاب: “قدمنا عشرات الشكاوى للبلدية من أجل ترحيل القمامة بسرعة أكبر مما هي عليه الآن، ولمديرية الصحة للقيام برش المبيدات، ولم نلق استجابة”.
وتؤكد السيدة ابتسام الحسن، ربة منزل، لمراسلنا أن معظم مداخل شوارع حي الضاحية تتكدس فيها أكوام القمامة، لعدة شهور، دون أي تحرك جدي من قبل البلدية، وأخطر أمكنة تجمع القمامة هي القريبة من المدارس”.
وتضيف السيدة ابتسام: “حتى عندما تأتي شاحنات البلدية ترفع جزءا من أكوام القمامة، وتترك الكثير خلفها، وما تلبث القمامة أن تتكوم من جديد”.
وتشير السيدة ابتسام إلى أن تجاهل مسؤولي مجلس المحافظة لهذه الظاهرة بلغ حداً لا يطاق، حيث تنتشر القمامة قرب مبنى الأمانة العامة لمجلس دير الزور، على مرأى الموظفين والمسؤولين فيه، دون أن يحركوا ساكناً.
لا تختلف معاناة سكان مساكن المعلمين في حي القصور عن باقي أحياء المدينة، الجبيلة، والحميدية، وخاصة قرب جامع التوبة وجامع الفتح، وغيرها من الأحياء، فالقمامة تبدو الحاضر الأبرز في معظم شوارع المساكن، ولا سيما في منطفة الجزيرة الرابعة، ويزيد الأمر سوءا حالات فيضان مياه الصرف الصحي، ودخولها إلى بيوت الأهالي، دون تحرك جدي من آليات البلدية والدفاع المدني.
المهندس أبو المثنى الركاض قال لمراسلنا إن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أعلن مؤخراً عن مشروع لجمع وترحيل الأنقاض الصلبة في مدينة ديرالزور ومدينة الميادين، يشمل مناطق شارع ستة إلا ربع، وشارع حسن الطه، في مدينة دير الزور، ومنطقة السوق المقبي في مدينة الميادين.
ويؤكد المهندس الركاض أن “هذا المشروع يأتي في ظل غياب العمل الجدي من قبل البلديات، ولا يعتبر كافياً للتخلص من مشكلة تراكم الأنقاض، ولا يلحظ تكدس أكوام القمامة في مختلف مناطق المحافظة، ومحدودية المشروع لا تعطينا أي أمل، والكثير من الشكوك تراود الأهالي في إمكانية تنفيذه، خاصة أن العمل في مشروع مماثل بدأ سابقاً في شارع فؤاد، وتوقف فجأة دون استكماله، ولم تعرف أسباب توقفه”.
ولا تختلف حالة باقي الخدمات في المحافظة، من ماء وكهرباء، وصرف صحي، عن حالة النظافة الغائبة، أو المتروكة عمداً، عقاباً لسكان المحافظة، التي تعاني من شتى أنواع الإهمال، والتخلي عنهما لمليشيات الشبيحة والفصائل الشيعية بعناصرها غير السوريين، والمسؤولين الفاسدين.
Sorry Comments are closed