* فراس علاوي
يبدو أن الجنون الذي وصله العالم والصراعات باتت تحتاج إلى شيء من الانسانية , شيء من العاطفة والحنان , وإن كانت هذه المصطلحات لا تتوافق مع السياسة , لكن يبدو أن العالم متمثلا باثنتين من أقوى الدول يتجه لأن تصل إمرأتين لسدة الحكم , ولتكونا السيدتين الاوليتين في العالم , فهل ستحكم النساء العالم في الفترة القادمة?
هيلاري كلنتون التي عرفت منذ فوز زوجها (بل ) , بفترتين رئاسيتين ونالت شهرة واسعة , وكان معروفا عنها انها تقف الى جانبه وتسانده , بل ذهب البعض إلى أنها لعبت دوراً في القرارات المصيرية التي اتخذها زوجها , ومن ثم تعاطف معها العالم بعد فضيحة مونيكا لوينسكي، لتتحول فيما بعد إلى سياسية مخضرمة , وممثلة للسياسة الخارجية الأمريكية , معيدة للأذهان شخصيات مثل مادلين أولبرايت وكونداليزا رايس.
هيلاري بعد ترشيح حزبها لها باتت قائدة الحزب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية , وهكذا كان بل وتصدرت الانتخابات لتصبح على مسافة خطوة واحدة من المكتب البيضاوي , يفصلها عنه فقط ان تتغلب على الجمهوري ترامب ذو التوجهات المختلفة والغريبة نوعاً ما .
كلينتون التي تعرف المنطقة تماماً , وشاركت في كثير من المؤتمرات والنقاشات حول مشاكلها , عندما كانت في الخارجية , هل ستقود سياسة ناعمة كما سمتها لحل هذه المشكلات العالقة؟
هل سيكون لوجود إمرأة على رأس أعظم دول العالم وقع مختلف أم أن السياسة لا علاقة لها بالجنس ولا بالإنسانية.
إمرأة أخرى باتت على رأس النظام الحاكم , في واحدة من أعرق دول العالم سياسياً وواحدة من أقدم الدول في العلاقات الدبلوماسية .
يقول عنها أنصارها أنها مارغريت تاتشر الجديدة , في كناية عن المرأة الحديدية التي قادت الحكومة البريطانية في فترة الحرب الباردة وكانت من أفضل رؤساء وزراء بريطانيا بعد ونستون تشيرشل .
إنها(تيريزا ماي) وزيرة الداخلية البريطانية السابقة التي خلفت ديفيد كاميرون بعد انسحاب منافستها وزيرة الطاقة.
(تيريزا ماي) القادمة من عالم المال , رغم دراستها للجغرافية , والتي تقول عن نفسها أنها لا تحب الظهور ولا اللقاءات ولا المجاملات , إنما تقوم بما يطلب منها من أعمال بكل حرفية وكفاءة , البريطانيون من أنصارها يرون فيها الشخصية القادرة على قيادة بريطانيا , بعد خروجها من الاتحاد الاوربي , رغم دعمها للبقاء ضمنه في الإستفتاء الذي حصل لكنها أقرت فيما بعد بالأمر الواقع وأنه يجب التعامل معه.
لا يعرف شيئاً عن سياستها الخارجية غير أنها تريد بريطانيا قوية , وذات تأثير في مسرح السياسة الدولية , فيما عدا ذلك لم ينقل عنها مواقف معروفة , لكن ربما تكون مواقفها هي ذاتها التي تبناها سلفها كاميرون .
تصريحها الأقوى كان أنها على استعداد لاستخدام السلاح النووي حتى لو قتل 100 الف شخص دفاعاً عن بريطانيا.
الامريكان رغم تشدقهم بالحرية وحقوق الانسان والمرأة , إلا أن وصول كلينتون للحكم سيكون له وقع تاريخي كونها المرأة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية التي تصل إلى البيت الأبيض , لذلك هم لم يجربوا بعد حكم النساء .
أما نظرائهم البريطانيون فقد كانت فترة حكم المرأة الحديدية (مارغريت تاتشر ) من أفضل فتراتهم السياسية في العصر الحديث.
فيما تتربع (أنجلا ميركل ) على رأس أقوى اقتصاد في العالم , منذ دورتين انتخابيتين اعترافاً من الالمان بقدرتها على قيادة بلادهم , ونجاحها في تحقيق توازن في السياسة الخارجية لبلدهم , ونجاحها بتحقيق تطور في السياسة الاقتصادية.
التاريخ يحمل صورا لنساء حكمن بلدانهن ونجحن في ذلك , بل وقدمن أرواحهن في سبيل ذلك من أمثال (أنديرا غاندي ) التي حكمت الهند، البلد ذا الطبيعة المركبة سياسيا واثنيا وعرقيا .
وبناظير بوتو رئيسة وزراء باكستان التي قضت بتفجير موكبها.
لكن العالم لم ير في تاريخه من قبل إمرأتين تحكمان إثنتين من أقوى دوله , ومن الدول الخمس دائمة العضوية .
فهل سيغير وصولهما من وجه السياسة العالمية , ويحولها إلى سياسة ناعمة نسائية , في ظل وجودهما إلى جانب خمس نساء يشغلن منصب وزير دفاع في الاتحاد الأوربي؟
وهل يشهد العالم ثورة نسائية لخصها مشهد مريم رجوي زعيمة المعارضة الايرانية وهي تستقبل الكثير من أحرار العالم في مؤتمر المعارضة الايرانية؟ وهل ستحكم النساء العالم؟
هذا هو المشهد المرتقب خلال الفترة القادمة.
عذراً التعليقات مغلقة