توصلت دراسة جديدة إلى دواء جديد لمرضى الزهايمر يقوم على إبطاء الموت الدماغي والحفاظ على الوظيفة التي يقوم بها الدماغ عادة.
وآلية عمل هذا الدواء عن طريق خفض تراكم البروتين “تاو” في الدماغ، فعندما لايعمل هذا البروتين بشكل صحيح يتراكم في بعض مناطق المخ، مسبباً تلف في الأعصاب وبالتالي المرض المعروف باسم مرض الزهايمر أحد أكثر الأمراض انتشاراً.
وقد أطلق الباحثون على هذا الدواء اسم LMTX، وتم التوصل لهذه النتيجة للدواء من خلال تجربة سريرية أُجريت على 891 شخصاً يشتبه بإصابتهم بمرض الزهايمر على مدى 15 شهراً و تم تقسيمهم إلى أربع مجموعات، ورغم أنه لم يكن له أي تأثير في ثلاثة منها التي كانت تأخذ جرعة واحدة من الدواء أو جرعتين أو دواء وهمي، إلا أنه أثبت تأثير في المجموعة التي كانت تكتفي بتناول هذا الدواء فقط دون تناوله مع دواء آخر.
فقد أظهرت النتائج أن هؤلاء المرضى حافظوا على قدرتهم على التفكير، كما أن صور الرنين المغناطيسي بالمقارنة مع الحالات في المجموعات الثلاث أثبتت أن نسبة موت الخلايا الدماغية عندهم أقل.
وقد عرض العلماء هذه النتائج خلال مشاركتهم في المؤتمر الدولي لرابطة الزهايمر الذي انعقد في مدينة تورونتو بكندا، والتي أبدى عقبها العلماء الذين لم يشاركوا في الدراسة حذرهم من نتائجها، حيث رأت ماريا كاريو المديرة العلمية لجمعية الزهايمر أن هذا الاكتشاف “مثير للاهتمام إلا أنه معقد ويحتاج إلى وقت لمعرفة معناه الحقيقي”.
وأشارت إلى أن “العدد الصغير للمشاركين المتلقين لهذا الدواء بشكل حصري يثير أسئلة مهمة. ومن الضروري إجراء أبحاث إضافية لمساعدتنا على فهم هذا الاكتشاف”.
فيما رأى الدكتور سيرجي غوتييه، معد الدراسة ومدير وحدة أبحاث مرض الزهايمر في جامعة ماغيل بكندا إن “ما يبعث على التشجيع أن نرى تحسنا في صحة المرضى بهذا الحجم فيما يخص الاختبارات المعرفية والوظيفية المعيارية وضمان أن نرى أدلة مطمئنة تفيد بأن الصور الدماغية أظهرت أن الدواء أبطأ تطور المرض”.
وأضاف غوتييه “أنا متحمس جدا للوعود التي أظهرها هذا العقار كخيار جديد محتمل لعلاج لهؤلاء المرضى” بعد الفشل التي لاقته أدوية أخرى.
في الوقت الذي أظهرت فيه الدراسة أن 80% من المشاركين في التجربة ظهرت عليهم أعراض ثانوية لهذا العقار، مثل مشاكل في المعدة والكليتين والمسالك البولية، إضافة إلى اضطرابات في النظام العصبي والتهابات، الأمر الذي لم تتمكن الشركة المصنعة من تفسيره ومن إعطاء أي إثبات قوي لإمكانية قدرة الدواء على إعطاء نفس النتيجة دائماً إذا أُخذ بشكل فردي.
إلا أن الدكتور دوك براون مدير البحث والتطوير في جمعية الزهايمر يرى أنه و”بالرغم من خيبة الأمل الناجمة عن هذه التجربة التي فشلت في تحقيق الهدف المنشود، فإن النتائج المتوافرة تشير إلى أن المرضى الذين تناولوا الدواء بمفرده دون باقي الأدوية الأخرى أظهروا بعض التحسن”.
ونوّه إلى أنه “بعد سنوات من الفشل، فإننا نرى الآن بصيصا من الأمل بالنسبة إلى التجارب المتعلقة بأحد أدوية مرض خرف الشيخوخة”، موضحاً إن “التقدم البطيء والصعب بفضل البحث أخذ يعطي نتائج واعدة قد تقود ذات يوم إلى التصدي لمرض خرف الشيخوخة”.
عذراً التعليقات مغلقة