هذا الوجه .. يمثل عندي سورية، اليوم، وغداً، وحتى يقضي الله أمراً كان مفعولا ..
بشبابه، بثورته، بثباته، بوعيه، بأخطائه، بحداثة سنه، بزلاته الكثيرة، بمسيرته الرائعة التي تمثل مسيرة الثورة خطوة فخطوة، بسلميته ومدنيته ووعيه المبكر بملابسات الوضع في سورية، بالتحاقه بالكفاح المسلح بعد أن سُدّت في وجوه الشباب الثائر، طرق النجاة..
هذا الوجه، يمثل عندي اليوم سورية.. سورية الجريحة المنكوبة، سورية الهزيمة والنصر، سورية الرجولة والخذلان، سورية الثورة والحرب، سورية الشعب الذي لم يؤت إلا من عند نفسه… سورية سورية، التي تُشوى اليوم على نيران العدو الحاقد، كما الصديق الخائن، كما الابن العاق، كما النفوس الأمارة بجميع أنواع السقوط الأخلاقي.
الساروت.. صوت الثورة، وروح الشعب السوري، وعنقاء الحرب، ورمز البقاء ..
عبد الباسط سيبقى، في الضمائر والأرواح والقلوب، شهيداً ورمزاً ومشعلاً في هذه الدرب .. التي سنبقى سائرين فيها، رغم أنف العالم كله، ورغم أنوف أذياله من الخونة العملاء الأحذية التي ينتعلها المجتمع الاستعماري، ويستخدمها لتدمير الشعوب، ورغم أنف آلامنا وأحزاننا ويأسنا وتعبنا ومللنا وارتكاس ونكوص بعضنا، ورغم أنف محننا وقرحنا ولأوائنا.
Sorry Comments are closed