توافد الجزائريون بأعداد كبيرة اليوم الجمعة إلى الشوارع الواقعة في وسط العاصمة، غداة الدعوة التي وجهها الرئيس الانتقالي إلى الحوار، وبعد إلغاء الانتخابات الرئاسية.
وبحسب وكالة “فرانس برس” انتشر عناصر الشرطة منذ الصباح الباكر في ساحات البريد المركزي و”موريس أودان” وفي الشوارع الكبرى مثل “ديدوش مراد” و”حسيبة بن بوعلي”، وباشروا التحقق من هويات المارة، كذلك أوقفت عناصر الشرطة كثير من المتظاهرين وفقاً لشهود عيان قبل أن تنسحب إلى مواقع ثابتة لمراقبة الوضع بعد تزايد أعداد المتظاهرين من دون أن تتدخل.
وتعد هذه المرة الثانية التي تلغى فيها الانتخابات الرئاسية في أقل من ثلاثة أشهر، إذ ألغى “بوتفليقة” الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في الثامن عشر من نيسان/أبريل، في محاولة لتمديد حكمه، الأمر الذي ضاعف غضب المحتجين.
وكان الرئيس الجزائري المؤقت “عبد القادر بن صالح” قد دعا الجزائريين إلى حوار من أجل الوصول إلى توافق على تنظيم انتخابات رئاسية في أقرب الآجال، بعدما ألغى المجلس الدستوري تلك التي كانت مقررة في الرابع من تموز/يوليو، ما يعد نصراً جديداً حققه المتظاهرون مرة أخرى بإعلان المجلس الدستوري في 2 حزيران/يونيو استحالة إجراء الاقتراع لعدم وجود مرشحين جادين.
يشار إلى أن بن صالح، سبق أن دعا قبل أسابيع إلى جلسات حوار مع الطبقة السياسية حول خريطة طريق مرحلة ما بعد “بوتفليقة”، غير أن مؤتمره للحوار في 22 أبريل/نيسان الماضي، قاطعته الأحزاب والشخصيات المحلية.
وقبل أسبوع، دعا قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، إلى فتح حوار للتوصل إلى مخرج توافقي للأزمة، من أجل الذهاب إلى انتخابات جديدة، ورحبت أغلب أطياف الطبقة السياسية بالخطة، مجددة مطالبها برحيل رموز نظام “بوتفليقة”.
وكان الجزائريون قد ردّوا على دعوة رئيس الأركان، الجمعة الماضية بتجمّعات حاشدة سبقتها حملة توقيفات لم تخفّف من حجم التعبئة، ورفض المحتجون يومها الدعوة إلى الحوار رافعين شعارات منها “لا انتخابات مع عصابة الحكم”، و”لا حوار مع العصابة والنظام”.
Sorry Comments are closed