وصل رئيس الوزراء الإثيوبي “أبي أحمد” إلى الخرطوم اليوم الجمعة، للقاء الفريق أول “عبد الفتاح البرهان” رئيس المجلس العسكري الحاكم في السودان، في محاولة للوساطة في الأزمة السياسية التي أعقبت الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير في نيسان/أبريل.
وكان مصدر دبلوماسي قد قال يوم أمس الخميس: إن “(أبي) يعتزم الاجتماع مع أعضاء المجلس العسكري الانتقالي وشخصيات من المعارضة”، من دون شرح تفاصيل جدول الاجتماعات.
تأتي المبادرة الإثيوبية بعد الفض الدموي لاعتصام المحتجين أمام مقر الجيش الذي يعد أسوأ أعمال عنف في السودان، منذ إطاحة الجيش بـ”البشير” بعد أربعة أشهر من الاحتجاجات، ما أدى إلى تعليق الاتحاد الأفريقي يوم الخميس عضوية السودان إلى حين تشكيل حكومة مدنية، في محاولة لتكثيف الضغوط الدولية على القادة العسكريين.
وتقول المعارضة إن 113 شخصاً قتلوا خلال اجتياح مقر الاعتصام يوم الإثنين وفي الحملة التي أعقبت ذلك، فيما تقول الحكومة إن عدد القتلى لم يتجاوز 61 بينهم ثلاثة من قوات الأمن.
وذكرت لجنة أطباء السودان المركزية المرتبطة بحركة الاحتجاج، أن المصابين في الحملة الأمنية يتكدسون في المستشفيات الحكومية والخاصة التي تعاني شحاً شديداً في معينات تقديم الخدمات الطبية، مضيفة أن قوات الدعم السريع أغلقت خمسة مستشفيات رئيسية.
كذلك قالت منظمة الصحة العالمية في بيان أصدرته إن العاملين في المجال الطبي مستهدفون فيما يبدو بسبب علاجهم للجرحى، وأن بعض العاملين في القطاع الطبي أصيبوا وهناك تقارير عن تعرض إناث منهم للاغتصاب خلال هجمات على مستشفيات، ولم تذكر منظمة الصحة من هو الطرف الذي دخل المستشفيات أو هاجم العاملين لكن منظمة العفو الدولية والمعارضة قالتا إن قوات الدعم السريع كانت الطرف الرئيسي في أعمال العنف.
من جانبه أنكر المجلس العسكري الاتهامات الموجهة إليه، وقال إن أشخاصاً ارتدوا الزي الرسمي لقوات الدعم السريع لانتحال شخصيتهم في محاولة للإضرار بصورتهم، وأضاف أن قوات الأمن كانت تستهدف لدى اقتحام مخيم الاعتصام يوم الإثنين متفلتين فروا من موقع الاعتصام وأحدثوا فوضى.
تجدر الإشارة إلى أن الجانبان كانا يجريان محادثات بشأن انتقال للديمقراطية يقوده مدنيون، لكن المفاوضات المتعثرة بالفعل انهارت في أعقاب الحملة الأمنية هذا الأسبوع.
عذراً التعليقات مغلقة