ياسر محمد- حرية برس:
مع زيادة الحديث عن حرب باردة روسية إيرانية في سوريا، ودخول الأولى على خط التفاوض مع أميركا و”إسرائيل” لطرد إيران أو نزع أظافرها في سوريا، حاولت موسكو التخفيف من حدة التصريحات وتليين الموقف مع شريكها الرئيس في احتلال سوريا وقتل السوريين، فصرح نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي فيرشينين، لوكالة “ريا نوفوستي” أمس الخميس، أن روسيا لا تناقش أي صفقات مع واشنطن وتل أبيب بشأن سوريا.
واعتبر “فيرشينين” أن “روسيا تعمل على تحقيق الاستقرار في سوريا، من خلال أساس ثابت هو احترام سيادة جميع دول المنطقة واستقلالها السياسي وسلامة أراضيها”، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي أساس آخر وغير مقبول بالنسبة لموسكو.
وتزامن تصريح “فيرشينين” مع إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن روسيا تواصل تعاونها مع إيران بشأن الوضع في سوريا.
وكانت عدة صحف ووكالات نقلت عن مصادر غربية، يوم الأحد الماضي، أن أميركا ستقدم عرضاً لروسيا بشأن الملف السوري، يتمثل بإعادة الإعمار والشرعية (لنظام الأسد) ورفع العقوبات. وتلتزم روسيا مقابل العرض بـ “إجراءات ملموسة تتعلق بدور إيران وتقليص الدور العسكري والعملية السياسية في سوريا مثل تشكيل اللجنة الدستورية وتنفيذ القرار 2254”.
إلا أن المبعوث الأميركي إلى سوريا، جيمس جيفري، خلط الأوراق بشدة، عندما صرح بشكل متناقض أن واشنطن لا تسعى إلى تغيير نظام الأسد بل تغيير سلوكه، قبل أن يقول أمس الخميس إنها بالتعاون مع تركيا تعمل على تغيير الأسد ونظامه!.
وبالتزامن مع الأخبار المتناقضة، قالت صحيفة الشرق الأوسط، اليوم الجمعة، إن مؤشرات ظهرت على تغلغل إيران في المجتمع السوري بجنوب البلاد وشمالها الشرقي، في وقت توسع فيه روسيا نفوذها في “المؤسسات الحكومية”، خصوصاً الجيش والأمن.
وكشفت الصحيفة نقلاً عن “مصادر من المعارضة السورية” في تركيا، أمس، عن تغييرات في أجهزة الأمن التابعة للنظام، جرت أخيراً دلّت على زيادة تأثير موسكو في مؤسسات الجيش (قوات الأسد) والأمن في سوريا بعد نحو 4 سنوات على التدخل العسكري المباشر في البلاد.
وأضافت الصحيفة أنه حسب قراءة المعارضة، فإن هذه التعيينات تدل على دور روسيا التي تسعى إلى “توطيد العلاقة مع إدارة المخابرات العامة التي يترأسها اللواء محمد ديب زيتون، المقرّب من موسكو”. وأشارت المصادر إلى أن “إيران دعمت تعيين العميد غسان بلال بدلاً من اللواء محمد محلا لرئاسة الأمن العسكري”. وأضافت أن “تعيين اللواء أكرم محمد المقرب من موسكو نتيجة العلاقة معه خلال فترة توليه فرع محافظة طرطوس، في منصب نائب أول لمدير إدارة المخابرات هو بمساعٍ ودعم روسيين، ليتم تهيئته بعد ذلك لتسلم رئاسة إدارة المخابرات العامة أو أي جهاز أمني آخر لاحقاً”.
وبينما تصر إدارة الرئيس ترامب ومعها حكومة الاحتلال الإسرائيلي على طرد إيران وميليشياتها من كامل التراب السوري، يسعى نظام طهران لتمكين وجوده خصوصاً في جنوب وشرق سوريا، وقالت مصادر محلية أمس، إن الإيرانيين يواصلون تمددهم في الجنوب السوري ودير الزور وأماكن أخرى في دمشق وريفها، من خلال مواصلتها استقطاب الرجال والشبان عبر شبكة العرّابين والوكلاء التي تمتلكها هناك في ظل إغواء الإيرانيين للأشخاص بمبالغ مادية وشحنهم بالخطابات للانخراط في صفوفهم بغية ترسيخ تواجدها في المنطقة في إطار الصراع الدائر بينها وبين الروس ضمن الحرب الباردة بين الطرفين.
إلا أن أخباراً أخرى تفيد بأن الميليشيات التابعة لإيران تعاني مادياً في ظل الوضع الاقتصادي الخانق الذي تعيشه طهران من جراء العقوبات الأميركية، إذ لم يقبض بعض عناصر الميليشيات رواتبهم في الشهرين الأخيرين، كما أن الذراع الرئيس لإيران في سوريا والمنطقة (حزب الله) يعاني أيضاً ويتضح ذلك جلياً من حملات التبرع التي أطلقها (الحزب) لاستجداء داعميه لمده بالأموال.
وأمس سرت أنباء عن قيام إيران بسحب أحد أطول أذرعها الميليشياوية في سوريا (لواء فاطميون) إلى طهران، وذلك للمشاركة في “التصدي” لأي سيناريو أميركي محتمل، أو لقمع الداخل إن دعت الحاجة.
عذراً التعليقات مغلقة