ياسر محمد – حرية برس:
قال المحلل العسكري العميد المنشق أحمد رحال، اليوم الأربعاء، إن رجل “الحرس الثوري” الإيراني الأقوى قاسم سليماني “يتوسط لإعادة حماس لدمشق وفتح مكاتب لها بخان الشيح ومخيم اليرموك بشرط وضع نصف مقاتليها على جبهات إدلب”!.
وعلى الرغم من أن العميد رحال لم يذكر مصدراً للمعلومة، إلا أن التقارب الحاصل بين حركة “حماس” ونظام الأسد مؤخراً يشي بشيء من هذا القبيل.
وقد تناوبت مواقف حماس من الثورة السورية ونظام الأسد بين مد وجزر، بعدما أغلقت مكاتبها وانسحبت من دمشق عام 2012، معلنة انحيازها لقضية الشعب السوري، إلا أنها لم تلبث منذ العام 2015 أن غازلت نظام الأسد متخذة موقفاً “وسطياً” قبل أن تنحاز منذ العام 2017 إلى صف النظام وتصف الثورة بـ”الفتنة”!.
رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، تبنى موقف نظام الأسد وحلفائه من المعارضة والمجموعات المسلحة في سوريا، في حوار له مع وكالة “سبوتنيك” الروسية أواخر شهر أيار الفائت.
ولم ينكر هنية، علاقته “الطيبة والمستمرة” مع نظام الأسد، وفق لقاء “سبوتنيك” الذي نقلته صحيفة “الوطن” المقربة من النظام، وأعلن فيه “تبنيه لموقف النظام وحلفائه من المعارضة السورية والمجموعات المسلحة، واختيار الطريق الأقرب إلى محور المقاومة؛ سوريا–طهران– حزب الله”.
وأكد هنية أن “حماس” لم تقطع علاقتها بسوريا، قائلاً: “سوريا شعبها ونظامها وقفوا دوماً إلى جانب الحق الفلسطيني وإلى جانب المقاومة، وكل ما أردناه سابقاً أن ننأى بأنفسنا عن الإشكالات الداخلية التي تجري في سوريا، ونأمل أن يعود الأمن والاستقرار والسلم الأهلي إلى سوريا وأن تعود إلى دورها الإقليمي القومي”.
وأوضح أنهم في حركة حماس “وقفوا إلى جانب الشعب السوري، لكنهم لم يعادوا النظام يوماً”!.
يحيى السنوار، رئيس الحركة، قال منذ العام 2017 إن “تسارع وتيرة حل الأزمة السورية الداخلية يساعد في عودة العلاقات مع النظام السوري”، واصفاً العلاقة مع نظام طهران بـ”الممتازة جداً”، ومؤكداً أن إيران تدعم الحركة بالمال والسلاح.
صحيفة “الأخبار” اللبنانية المقربة من “حزب الله”، قالت الأسبوع الفائت، إن لقاءات جمعت مسؤولين “حمساويين” مع مسؤولين في نظام الأسد، منهم مستشارته الإعلامية بثينة شعبان، وبحسب الصحيفة “تأتي هذه اللقاءات نتيجة لوساطتين أجراهما كل من قائد (فيلق القدس) في (الحرس الثوري) الإيراني، قاسم سليماني، والأمين العام لـ(حزب الله) حسن نصر الله، مباشرة مع رأس النظام بشار الأسد، أفضت إلى الاتفاق على أن أي جولة مقبلة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ستشمل زيارة لدمشق”.
وبناءً على لقاء “حمساوي” ـ إيراني في طهران، أُبلغت الأخيرة أن الحركة “أجرت مراجعة شاملة للموقف من سوريا”، كما أن “محور (المقاومة) بحاجة إلى التوحّد في مواجهة الخطط الأميركية للمنطقة”. كما قالت الصحيفة.
وفي الآونة الأخيرة كثف قياديو “حماس” من رسائلهم المستجدية لنظام الأسد، فقال القيادي في “حماس”، إسماعيل رضوان، إن حركته حريصة على “استعادة سوريا دورها الريادي في دعم القضية، فهي كانت ولا تزال وستبقى داعمة للقضية ومكاناً لمرابض المقاومين ضد الاحتلال”.
وأضاف لصحيفة “الأخبار”: “ليس بيننا وبين سوريا (نظام الأسد) أي عداء ولن يكون، فهي الشقيق والحاضن للمقاومة والداعم للقضية”.
يذكر أن “فتح”، العدو الألد لحركة “حماس”، سبق ورممت علاقاتها بنظام الأسد إذ تسود بينهما علاقات طبيعية الآن، فيما تقاتل ميليشيات فلسطينية متعددة إلى جانب النظام منذ اندلاع الثورة السورية وحتى هجومه الأخير على إدلب، وأبرز تلك المليشيات: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة (أحمد جبريل)، جيش التحرير الفلسطيني: الذراع العسكري لمنظمة التحرير في سوريا، لواء القدس الفلسطيني، ميليشيا فتح الانتفاضة، وغيرها.
عذراً التعليقات مغلقة