“كفرنبودة” طروادة الثورة

محمود أبو المجد31 مايو 2019آخر تحديث :
“كفرنبودة” طروادة الثورة

في كل مدينة وقرية لا بد أن يمر علينا اسم منطقة نالت لقباً يليق بصمودها في الثورة السورية، ويليق بصمودها في وجه آلة القتل الأسدية، فكان لدرعا لقب شعلة الثورة السورية التي انطلقت منها مظاهرات الحرية وصدحت بها حناجر الأحرار، ولهذا لقبت بالشعلة والشرارة، فيما حملت حمص اسم عاصمة الثورة السورية وذلك لصمود أبنائها وكانت عماداً للثورة حتى امتدت في كل بقعة من الأرض السورية، وكانت الشريان الذي يضخ الدماء لإحياء روح الثورة.

وتعددت المناطق والألقاب في كل زاوية وزقاق بحسب التضحيات، وفي شمال سوريا يتكرر اسم بلدة كفرنبودة كثيراً لأنها أذاقت العدو ويلات الهزيمة، وعلّمت العالم أجمع أن الصمود أقوى من السلاح وأن القوة تكمن في العقيدة والهدف الذي يناضل لأجله الإنسان، فكانت كفرنبودة تضم في جنباتها شباباً حملوا أرواحهم على كفّهم، لا يُلقون بالاً لعدد القذائف وحقد الغارات التي تنهال على المدينة، ولا يليق بهذه المدينة سوى اسم “طروادة الثورة”، فبحجم صمود طروادة صمدت كفرنبودة وما زالت صامدة، وفي لحظة تفكُّر قد نجد أن صمود كفرنبودة أعظم وأكبر، في وقت يقاتل فيه العالم أجمع ضد مجموعات من الشباب الثائر، الشباب الذي يدافع عن أرضه وكرامته وكرامة أبنائه.

كفرنبودة كانت قلعة منيعة منعت النظام وحلفاءه من الفرح بنصر قصير، أو ظنّوا أنه نصر، ولم يعلموا أن هذه البلدة هي محرقة لهم ولكل من تسول له نفسه الاقتراب من المحرر، وكانت النتائج عكسية على العدو في هذه المعركة التي أثبتت أن التكتيك الذي وصل له الثوار يضاهي كل مخططات الضباط الكبار من الروس والإيرانيين، ونتائجها انعكست على المدى البعيد، وتفكير الأعداء ينصب على كيفية الخروج من مأزق حرب الاستنزاف التي تبتلع أكبر الجيوش، فبلدة في حجم كفرنبودة كانت “قلعة”، فكيف لباقي المناطق أن تكون.
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل