اجتمع آلاف من أنصار رجل الدين الشيعي البارز “مقتدى الصدر” في الساحات من أجل حث القادة السياسيين وزعماء العشائر في العراق يوم الجمعة على الابتعاد عن أي صراع بين الدولتين الحليفتين لبغداد إيران والولايات المتحدة.
وهتف محتجون من مؤيدي الصدر، الذي قاد فيما مضى نصالاً مسلحاً ضد القوات الأمريكية، وانتقد علناً أيضا النفوذ الإيراني في العراق، بشعارات مناهضة للحرب في وسط العاصمة بغداد وفي مدينة البصرة في جنوب البلاد، ونقلت وكالة رويترز عن أحد المحتجين قوله: ”ما زلنا نتعافى من الدولة الإسلامية، لا يجب أن يستخدم العراق قاعدة لمحاولة التعدي على أي دولة، أمريكا لا تريد الاستقرار للعراق“.
وشهدت المنطقة الخضراء إطلاق صاروخ مطلع الأسبوع من دون وقوع خسائر، وذلك بعد أن حذر وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” القادة العراقيين من أن واشنطن سترد بالقوة إذا أخفقوا في السيطرة على الجماعات المدعومة من إيران، في ظل معلومات مخابراتية أمريكية أظهرت أن جماعات مسلحة تنشر صواريخ قرب قواعد بها قوات أمريكية.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ، غير أن مسؤولين أمريكيين قالوا إنهم يشتبهون بقوة في أن حلفاء محليين لإيران هم من يقفون وراءه.
ويخشى العراقيون من تورط بلادهم في أي تصعيد للتوتر بين الولايات المتحدة وإيران والذي احتدم هذا الشهر، عندما قالت إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” إنها سترسل قوات إضافية للشرق الأوسط لمواجهة ما تصفه بالتهديدات لمصالحها في المنطقة من جانب أطراف بينها جماعات مسلحة تدعمها إيران في العراق.
وفي السياق ذاته دعا سياسيون وقادة جماعات شيعية مسلحة إلى التحلي بالهدوء وسط محاولات الحكومة العراقية أن تضع نفسها في موقع الوسيط بين الجانبين.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة كانت قد وصفت “الصدر” بأنه أخطر رجل في العراق، وصنفت “جيش المهدي” الذي يقوده بأنها تشكل تهديدا أكبر لقواتها من تنظيم القاعدة أثناء تمرد ضد الغزو الأمريكي للعراق في 2003، علاوة على أن “مقتدى الصدر” يحظى بشعبية واسعة بين الجماهير العراقية وقد حصلت كتلة الصدر على أعلى نسبة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية في العام الماضي.
Sorry Comments are closed