أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية “تيريزا ماي”، اليوم الجمعة، استقالتها من رئاسة حزب المحافظين ورئاسة الحكومة، لتنهي بذلك عهداً استمر ثلاث سنوات خيّمت عليها الأزمات بشكل شبه متواصل على خلفية “بريكست”.
وأفادت “ماي” التي تبلغ من العمر 62 عاماً، أنها ستستقيل من رئاسة الحزب المحافظ في السابع من حزيران/ يونيو، بينما ستبقى رئيسة وزراء لتصريف الأعمال إلى حين انتخاب حزبها بديلاً عنها، ليتولى رئاسة الوزراء بشكل تلقائي.
وقالت “ماي”، في تصريحات أدلت بها للصحفيين، إن “عدم قدرتي على إتمام (بريكست) أمر مؤسف للغاية بالنسبة إلي وسيكون كذلك على الدوام”، مضيفة وقد بدا عليها التأثر: “أقوم بذلك من دون أي نوايا سيئة، بل بامتنان كبير ودائم كوني حظيت بالفرصة لخدمة البلد الذي أحب”.
وقد توالت ردود الفعل، إذ أكدت المفوضية الأوروبية أن استقالة “ماي” لن تغيّر شيئاً في موقف الدول الـ27 الأعضاء بشأن اتفاق “بريكست” الذي أبرمته مع التكتل.
من جهتها، أعلنت متحدثة باسم “أنغيلا ميركل”، اليوم الجمعة، أن المستشارة الألمانية تحترم قرار “ماي”، مؤكدة أن برلين ستواصل تعاونها الوثيق مع الحكومة البريطانية، فيما أشاد الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، بما أسماه العمل الشجاع الذي قامت به رئيسة الحكومة المستقيلة، داعياً إلى توضيح سريع لوضع ملف “بريكست”، بينما اعتبر الكرملين أن رئاسة “ماي” الحكومة كانت فترة صعبة جداً في العلاقات الثنائية.
وأعلنت “ماي” مراراً أنها ستستقيل فور إقرار البرلمان اتفاق “بريكست” الذي أبرمته مع الاتحاد الأوروبي وقوبل برفض واسع في بريطانيا، فأطلقت مسعىً هذا الأسبوع لإقناع النواب بإقراره في مطلع حزيران/ يونيو، لكن هذا الاقتراح لم يدم طويلاً، في ظل رفض أغلبية النواب اتفاق الانسحاب الذي أبرمته مع قادة الاتحاد الأوروبي في العام الماضي ثلاث مرّات، ما شكّل ضربة لها أضعفتها أكثر في كل مرة.
وكانت “ماي” التي تولت منصبها رئيسة للوزراء في أعقاب استفتاء 2016 بشأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، قد أجبرت على الاستقالة بعد خلافات في حكومتها وحزبها المحافظ بشأن طريقة تولّيها ملف انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لتصبح بذلك بين رؤساء الوزراء البريطانيين الذي قضوا أقصر فترات في مناصبهم في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وستسجل حقبتها بوصفها إحدى أكثر الفترات فوضوية في تاريخ البلاد السياسي الحديث، بسبب عدم تمكنها من إتمام “بريكست”.
وقد دُفعت “ماي” إلى إعلان استقالتها بعد لقاء عقدته مع زعيم لجنة الحزب المحافظ المعنية بانتخابات القيادة، لتكون بذلك الطريقة التي ستنسحب بريطانيا عبرها من الاتحاد الأوروبي أكثر ضبابية من أي وقت مضى.
وقد يؤدي ذلك إلى مغادرة بريطانيا، التي أجلت موعد “بريكست” مرتين، التكتل في 31 تشرين الأول/ أكتوبر بدون اتفاق، بحسب المهلة الجديدة التي اتُّفق عليها مع بروكسل الشهر الماضي.
المصدر
afp
عذراً التعليقات مغلقة