اتهمت الحكومة التركية، اليوم الجمعة، قوات الأسد وميليشياته بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، الذي توصلت إليه مع روسيا في “سوتشي”.
وجاءت تلك التصريحات على خلفية حملة القصف الهمجية التي تشنها طائرات ومدفعية قوات الأسد على مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي والغربي، التي راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات المصابين، وأدت إلى نزوح آلاف العائلات باتجاه شمالي إدلب.
وقال وزير الدفاع التركي، “خلوصي أكار”، في بيان على موقع الوزارة، إن ”النظام لا يفي بوعوده بشأن وقف إطلاق النار رغم الاتفاق وينتهك وقف إطلاق النار”، مضيفاً أن “تصعيد العنف قد يؤدي إلى مأساة إنسانية”.
وأشار الوزير إلى أن ”اتفاق سوتشي يستلزم وقف إطلاق نار، وهذا ما نريده من الروس، والاجتماعات في أنقرة مستمرة حالياً”.
وقالت الوزارة في وقت سابق إن مجموعة العمل من أجل إدلب المشتركة بين تركيا وروسيا، التقت في العاصمة التركية يومي الخميس والجمعة، ويحث الجانبان الوضع في إدلب واتفاق سوتشي وعملية أستانا.
وكان مندوب تركيا الدائم في الأمم المتحدة، “فريدون سينيرلي أوغلو”، حذر من خطر وقوع كارثة في محافظة إدلب السورية في أثناء كلمة له ألقاها في جلسة لمجلس الأمن الدولي، اليوم، بحثت الهجمات على إدلب، والتطورات الأخيرة في سوريا.
وأعرب “أوغلو” عن قلقه البالغ إزاء انتهاكات وقف إطلاق النار من طرف نظام الأسد منذ نهاية أبريل وحتى اليوم، التي تجاوزت 600 انتهاكاً، وقال: “نواجه خطر وقوع كارثة في إدلب، فهجمات النظام الأخيرة يمكن أن تؤدي إلى نزوح مئات الآلاف، وقد يشكل ذلك خطراً إنسانياً وأمنياً على تركيا وأوروبا وخارجها”.
وحذر “أوغلو” من أن أي هجوم عسكري واسع النطاق على إدلب سيؤدي إلى كارثة إنسانية، وشدد على أن اتفاق إدلب منع وقوع هذه الكارثة حتى الآن، ولا بد من الحفاظ عليه من أجل أمن ملايين الأشخاص، وأشار إلى أن نظام الأسد استهدف المدنيين والمدارس والمستشفيات عمداً، وبيّن أن الهجمات تسببت في نزوح 243 ألف شخص، وزادت من موجه الهجرة نحو الشمال، وتطرق إلى استهداف نقطة مراقبة تابعة للجيش التركي في 4 مايو/ أيار الحالي، أسفر عن إصابة جنديين جراء ذلك، مؤكداً أن مثل هذه الأعمال لا يمكن أن تصبح مشروعة باسم مكافحة الإرهاب.
وتشهد مدن وبلدات حماة وإدلب تصعيداً عسكرياً غير مسبوق من قوات الأسد وميليشياته بدعم من طائرات العدوان الروسي، حيث أمطرت المنطقة بمئات القذائف والصواريخ والغارات الجوية، وأسقطت مئات الشهداء والمصابين، بينهم نساء وأطفال وشيوخ، مخلفة دماراً واسعاً في منازل المدنيين والبنى التحتية، ترافقت مع حركة نزوح واسعة للأهالي هرباً من القصف نحو شمالي إدلب، قرب الشريط الحدودي مع تركيا.
Sorry Comments are closed