زينة الحمصي – حرية برس:
أبرزت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية محتوى رسالة حصلت عليها وجهها أربعة من النواب الأمريكيين للرئيس الأمريكي “ترامب” بعربون فيها عن قلقهم من تضخيم ترامب للتهديدات والاستخبارات تجاه إيران، معتبرين أنّ الولايات المتحدة في طريقها لحرب أخرى في الشرق الأوسط، وذلك رغم أنّ كبار المسؤولين في الإدارة قالوا أنهم لايسعون إلى حرب مع إيران.
وتُلقي الرسالة، التي أرسلها كل من السيناتور الديمقراطي “كريس فان هولين”، “إد ماركي”، “جيف ميركلي”، والسيناتور المستقل “بيرني ساندرز”، الضوء على القلق المتزايد من أنّ إدارة “ترامب” قد تتعثر في مواجهة مسلحة مع إيران. كما تُؤكذ الرسالة على مدى إنزعاج الديمقراطيين من الاستراتيجية الشاملة تجاه إيران، وقد نشر اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين “ديك دور” و “توم أودال” في افتتاحية صحيفة “واشنطن بوست” تحذيرات مماثلة.
وقال السناتور “مارك وارنر” كبير الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ يوم الأربعاء بحسب وكالة “أسوشييتد برس” “التهديد حقيقي”، لكنه أضاف أن إدارة ترامب “تقوم بعمل فظيع في التشاور مع الكونغرس وإبقاء الغالبية العظمى من أعضاء الكونغرس على علم بما يحدث”.
وقد يتغير هذا الأمر، كما أخبر مساعدان في الكونغرس “فورين بوليسي” أنّ كبار المسؤولين في إدارة ترامب، بمن فيهم وزير الخارجية “مايك بومبيو” ووزير الدفاع بالوكالة “باتريك شاناهان” سيطلعون مجلس الشيوخ الكامل على التهديدات في 21 مايو/أيار.
وقد ناقش النواب الأربعة في هذه الرسالة إستراتيجية إدارة ترامب تجاه إيران، معتبرين أنّها “غير متناسقة وغير مجدية بشكل متزايد” وتعبّر عن قلقها من أن تقييماتها للتهديدات الإيرانية “تتناسب مع نمط أكبر من التهديدات المضخمة والمخابرات المنحنية لتبرير الخطر، وسياسات محددة سلفاً”. كما طلبوا من ترامب الرد على رسالتهم بحلول 15 يونيو/حزيران بمزيد من التوضيح بشأن استراتيجيته تجاه إيران، بما في ذلك كيفية إقرار مشاريع حظر الانتشار النووي التي تراقبها الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، وما هي خطة الإدارة ” لتقييد البرنامج النووي الإيراني إذا تم إنهاء الحدود المنصوص عليها في اتفاقية إيران، وما هو التقدم الذي أحرزته الإدارة بشأن الاستراتيجية الإيرانية الجديدة التي طبقتها عام 2018.
بدوره استنكر “ترامب” ذلك من خلال حسابه على “توتير” واصفاً كلام النواب ب”الأخبار المزيفة”، وأضاف أنّه يشعر بالإحباط من كبار مساعديه بشأن إيران، بما فيهم مستشار الأمن القومي “جون بولتون” لقيامهم بتنفيذ الخطط الحربية، متوقعاً أنّ إيران ستتحدث قريباً.
وقال وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” أثناء زيارته لليابان يوم الخميس: “لا توجد إمكانية لإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة لإخماد التوترات”. كما أعلنت إيران أيضاً الأسبوع الماضي أنها ستبدأ انسحاباً جزئياً من الاتفاق النووي لعام 2015 رداً على تحركات “ترامب” العسكرية. لكن يبدو أن الإدارة لا تزال تبحث عن فرص دبلوماسية. ونظراً لأن الولايات المتحدة وإيران لا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية، فإنّ سويسرا تعمل كقوة حماية لواشنطن في طهران، وقد عملت عمان تقليدياً كقناة خلفية دبلوماسية مهمة أخرى للولايات المتحدة مع إيران.
ويقول أعضاء مجلس الشيوخ الأربعة إنّ تقييمات الإدارة الأمريكية للتهديدات بشأن طموحات إيران النووية “غير متسقة” على أساس مثالين. في يناير / كانون الثاني، قال مدير الاستخبارات الوطنية “دان كوتس” في جلسة استماع بالكونغرس: “لا نعتقد أنّ إيران تقوم حالياً بالأنشطة الرئيسية لتطوير الأسلحة النووية التي نراها ضرورية لإنتاج قنبلة نووية.” وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد دعمت في فبراير/شباط تأكيدات “كوتس” وتحقّقت من أنّ إيران لا تحول المواد النووية المعلنة إلى برنامج الأسلحة.
Sorry Comments are closed