اندلعت معارك بين المقاتلين الحوثيين والقوات الحكومية في مدينة “الحديدة” الساحلية في اليمن اليوم الأربعاء، في انتهاك لوقف إطلاق النار الذي عقده الجانبان إبان انسحاب قوات الحوثيين من الميناء، تمهيداً للطريق أمام محادثات سلام أوسع.
وقالت وسائل إعلام يديرها الحوثيون: إن “قوات موالية للحكومة ضربت مناطق مختلفة في مدينة الحديدة، بما فيها المطار، بأسلحة ثقيلة ومتوسطة، فيما لم تذكر ما إذا كانت هذه القوات جنوداً يمنيين أم أعضاء في التحالف العسكري الدولي الذي تقوده السعودية ويدعم حكومة الرئيس “عبد ربه منصور هادي” التي تتخذ من عدن مقراً لها.
من جانبها قالت القوات المدعومة من التحالف في تقرير لها: إن “المقاتلين الحوثيين حاولوا التسلل إلى الحديدة ومنطقة “الدريهمي” إلى الجنوب لكن القوات الموالية للحكومة أحبطت محاولتهم”.
ونقلت وكالة “رويترز” عن قناة العربية اليوم الأربعاء: أن “قوات الحكومة اليمنية قتلت 97 من مقاتلي جماعة الحوثي في محافظة الضالع بجنوب غرب اليمن.
ولدى التحالف قوات محتشدة على مشارف الحديدة، وقد كان من المفترض أن تتراجع قوات التحالف المحتشدة على مشارف الديدة أيضاً بموجب المرحلة الأولى من خطة الانسحاب، غير أن تجدد القتال جعل من الصعب التنبؤ بكيفية سير عملية الانسحاب بعد الآن.
وفي هذا السياق قال اللفتنانت جنرال “مايكل لوليسجارد”، رئيس لجنة الأمم المتحدة التي تشرف على الانسحاب، في الحديدة يوم أمس الثلاثاء: إن “المرحلة الأولى ستكتمل بعد اتفاق الطرفين على تفاصيل المرحلة الثانية”، مضيفاً أن الأمم المتحدة باتت الآن قادرة على الدخول بحرية إلى الموانئ، ما سيسمح لمفتشيها بفحص السفن التي ترسو هناك بحثاً عن أي واردات سلاح إلى الحوثيين.
هذا وقد بدأ انسحاب الحوثيين من ميناء الحديدة وميناءين آخرين مطلين على البحر الأحمر يوم السبت الماضي ، في خطوة تمثل أهم تقدم حتى الآن في جهود إنهاء الحرب المستمرة منذ أربعة أعوام، وقالت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن الموانئ سُلمت إلى خفر السواحل وإن الانسحاب يجري كما هو متفق عليه.
ويعد ميناء “الحديدة” شريان حياة لملايين اليمنيين المهددين بمجاعة بسبب الحرب، لأنه نقطة الدخول الرئيسية لواردات الغذاء والمساعدات.
يشار إلى أن التحالف الذي تقوده السعودية ويتلقى أسلحة ودعم من الغرب قد تدخل في الحرب اليمن في آذار/مارس عام 2015 بعد إطاحة الحوثيين بحكومة هادي من العاصمة صنعاء، وانتقل “هادي” على إثر ذلك إلى السعودية بينما اتخذت حكومته المعترف بها دوليا من مدينة عدن الساحلية الجنوبية مقراً لها.
Sorry Comments are closed