زينة الحمصي – حرية برس:
حذّر السيناتور الأمريكي “أنغوس كينغ” في مقابلة مع مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية من خطورة تصرفات حكومة “ترامب” ضد إيران، ومن التهديد المستمر من قبل تنظيم الدولة الإسلامية. كما حذّر السياسي المخضرم والعضو في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ “كينغ” من خطورة الأسلوب التصادمي لمستشار الأمن القومي “جون بولتون” الذي قد يؤدي إلى تصعيد خطير مع إيران، ويأتي هذا التحذير تزامناً مع وصول مجموعة حاملات طائرات وأربع قاذفات نووية إلى الشرق الأوسط.
وأشار “كينغ” في معرض حديثه إلى أنّ “بولتون” وليس البنتاغون هو من أعلن يوم الأحد عن هذا التحرك الأمريكي، الذي يهدف، بحسب ما قالت الإدارة الأمريكية، إلى إرسال رسالة واضحة لا لبس فيها إلى طهران. وجاء هذا القرار الذي اتُخذ رداً على ما وصفه وزير الدفاع بالوكالة “باتريك شاناهان” تحذيراً استخباراتياً “موثوق به للغاية” من وجود تهديد وشيك، كان يهدف إلى ردع إيران أو القوات بالوكالة عن شن هجوم على القوات الأمريكية في المنطقة.
إلا أنّ السيناتور المستقل “كينغ” الذي قام مؤخراً بزيارة القوات الأمريكية في العراق، قال أنّ الخطاب الناري ل”بولتون” يخاطر بالفعل باستفزاز إيران للقيام بهجوم ضد القوات الأمريكية.
وشرح “كينغ” في مقابلته مع مجلة “فورين بوليسي” رأيه في السياسة الأمريكية الخارجية مع طهران، والتهديد المستمر من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
افتتحت الصحفية في مجلة “فورين بوليسي” “لارا سيليجمان” حوارها بالسؤال عن تصرفات “ترامب” الأخيرة إذا ما كانت تُقلق السيناتور “كينغ” من حدوث مواجهة مع إيران؟ وأجاب “كينغ” بأن إحدى الصعوبات في العراق هي القوة التي تتمتع بها المليشيات الشيعية في المدينة، وأنّهم _الإدارة الأمريكية_ لا يسيطرون بالكامل على الحكومة العراقية. وأشار السيناتور “كينغ” إلى أمر مثير للاهتمام عايشه عندما زار القوات الأمريكية في العراق، ألا وهو أنّ هناك عناصراً داخل المليشيات لا يحبون الأمريكيين، بل وقد يرغبون بإلحاق الأذى بهم. إلا أنّ إيران كانت تردعهم عن ذلك، والآن في ظل التوتر المتزايد هناك خطر بأن تُلغي إيران نظامها التقييدي بعدم التعرض للقوات الأمريكية، مما سيشكّل خطراً محدقاً على القوات الأمريكية هناك.
وتابعت الصحفية أسئلتها مضيفة: “هل تم إطلاعك على التهديد من قبل الإدارة أو البنتاغون؟”
ويجيب “كينغ”: “لا، لم أحصل على إحاطة لكنني اطلعت على المعلومات الاستخباراتية. لن أقوم بمشاركة مع يقولونه، لكني سأشاركهم القلق من أنّ التوترات عالية جداً بعد انسحابنا من الصفقة النووية، ووصف الحرس الثوري الإيراني بأنه منظمة إرهابية، وزيادة العقوبات التي سيكون أثرها حاداً على الاقتصاد الإيراني، ومن ثم النواقل والقاذفات. ما يقلقني هو أننا نتعامل مع هذه الأمور على أنّها رد فعل على أفعال إيران الخبيثة، لكن الخطر يكمن في فهمهم لهذه التصرفات ليس على أنها ردود فعل لتصرفاتهم، ولكن كإجراءات استفزازية، عندها سيقومون بالرد، ثم يصبح لدينا حالة تصاعدية قد تكون خطيرة.
يمكنك بسهولة تخيل سيناريو يقوم به بعض أفراء المليشيات في العراق بإطلاق النار على القوات الأمريكية، ثم نرد بنوع من العمل العسكري، وتستجيب إيران لذلك. إنّه وضع خطر للغاية، وأنا غير مطمئن لأنّنا قد نتحرك نحو مواجهة عسكرية ستكون مؤذية للغاية. ما رأيته على أرض الواقع في العراق وفي لقاءات مع المسؤولين العراقيين هو وضع متوتر. نحن نحتاج إلى أن نكون صارمين وحازمين مع إيران، لكنّنا بحاجة أيضاً إلى المعايرة، ونحتاج إلى بعض خطوط الاتصال للتأكد من أننا لا ندخل في مواجهة عن طريق الخطأ”.
أما عن رأي السيناتور من موقف “بولتون” تجاه طهران، قال السيناتور “كينغ”: “إنّ أسلوب “جون بولتون” هو المواجهة. حيث ألقى خطاباً في عام 2017 أمام مجموعة من المنفيين الإيرانيين الذين قالوا “إنّ الحل الوحيد هو تغيير النظام، وسنحتفل في شوارع طهران في عام 2019 “. لذلك كان واضحاً بشأن موقفه الذي قد يوجّه السياسة بطريقة تجعل المواجهة حتمية”.
السؤال الثالث: أعلنت إيران للتو أنها ستتوقف عن الامتثال لأجزاء من الصفقة النووية، ما الذي يمكن فعله لإعادة امتثالها، أو صياغة اتفاقية جديدة مع الولايات المتحدة؟
كينغ: “من الصعب علينا أن نتحدث عن إعادتهم إلى الامتثال عندما ألغينا الصفقة بمفردنا دون مبرر. أعتقد أن ذلك كان خطأً كبيراً في السياسة. لقد أدى الاتفاق إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني بشكل كبير، وكانوا ملتزمين به. إذا قررت إيران أن تنفجر، فأعتقد أن هذا أمر مؤسف، لكنّني لا أعرف ما تتوقعه حكومتنا عندما اتخذت الخطوات التي قامت بها”.
السؤال الرابع: أنتقل إلى سوريا، هل حصلت على صورة واضحة من الإدارة حول عدد القوات الأمريكية التي ستبقى؟
“كينغ”: “لا. عندما كنا في العراق تعلمت أنّ داعش مازال حياً وخطراً. إنه تهديد خطير . الشيء الثاني الذي تعلمته، العراقيون قلقون من أننا سنفعل في العراق ما فعلناه في سوريا، وأنهم سوف يستيقظون ذات صباح وسننسحب. يوجد في العراق تحالف يضم 79 دولة لمحاربة داعش، لكنّنا نحن قادة التحالف وسيكون من الأمور المزعزعة للاستقرار إذا انسحبنا. العراق بلد يقع على محور محوري يمكنه إما أن يصبح دولة مستقرة ومثمرة ومفيدة في الشرق الأوسط، أو يمكن أن يتحول إلى دولة فاشلة. أعتقد أن وجودنا عامل استقرار.
ما سمعته في سوريا، ولا سيما من الأكراد، هو أن قلقهم بشأن انسحابنا من سوريا يعرض الميليشيات الكردية في سوريا للأتراك ويقوض الصراع المستمر مع داعش.
الشيء الوحيد الأسوأ من إيران الخبيثة والمزعجة والمثيرة للمشاكل في الشرق الأوسط هو إيران الخبيثة والمزعجة والمزعجة التي تمتلك أسلحة نووية.
السؤال الخامس: ما رأيك في الجهود المبذولة لإنشاء منطقة آمنة في سوريا لحماية الأكراد؟
“كينغ”: إنّ الأكراد قلقون للغاية بشأن تركيا، ومع انسحابنا فإن المقاتلين الأكراد الذين كانوا أكثر حلفائنا ولاءً وأخذوا عبء الخسائر في القتال ضد داعش سيتعرضون لهجوم تركي سيكون مدمراً. وهذا شيء يجب أن يشعرنا بالقلق حقاً، وأعتقد أنه يتعيّن علينا أن ندرك ذلك، وأصل العمل مع تركيا لمحاولة إبطال هذا النوع من العمل.
السؤال السادس: هل حققت الإدارة أي تقدم بشأن إعادة المقاتلين الأجانب من تنظيم الدولة الإسلامية إلى أوطانهم؟
“كينغ”: هذه مشكلة كبيرة، وكانت تلك مشكلة ظهرت في عدد من مناقشاتنا. لا أحد يعرف تماماً ما يجب فعله حيال ذلك، لأنّ هناك الآلاف من المقاتلين الأجانب، وهناك أيضاً أطفال. أعتقد أنّني تعلمت أن هناك ما يقرب من 40000 طفل من النوع الذي ينتظر الإرهابيين. السؤال ليس فقط إلى أين نأخذهم، ولكن كيف ندمجهم في المجتمع هناك حتى لا يكبروا ليكونوا من داعش.
Sorry Comments are closed