ياسر محمد – حرية برس:
أعادت سيطرة قوات النظام على قلعة المضيق وعدة بلدات حولها بريف حماة، اليوم الخميس، من دون قتال بعد انسحاب الفصائل المقاتلة وعلى رأسها “هيئة تحرير الشام”، تساؤلات عن وجود سيناريو شبيه باستحواذ النظام على نحو مئتي قرية شرقي إدلب في وقت قياسي في الشهر الأول من العام 2018.
في سيناريو شرق إدلب، والذي سيطر النظام فيه على عشرات القرى ومئات المزارع، وصولاً إلى بلدة أبو الظهور ومطارها الاستراتيجي، اتُهمت “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة) بالتخاذل وتسليم المناطق من دون قتال أو بعد معارك وهمية، وهي التي سيطرت على تلك المناطق وانتزعتها من فصائل الجيش الحر، ليسيطر عليها النظام لاحقاً!.
وهذا ما حصل في قلعة المضيق وثلاثة مناطق بريف حماة، سقطت اليوم في يد قوات النظام، من بعد ما سيطرت عليها “تحرير الشام” بالقوة العسكرية من يد فصائل الجيش الحر، مطلع العام 2019، إذ شنت الهيئة عملاً عسكرياً واسعاً استولت بموجبه على مناطق واسعة في إدلب وريف حماة.
ومع توالي سقوط بلدات ريف حماة المتاخمة لإدلب بيد قوات النظام وحلفائه، شن سكان إدلب وناشطون سياسيون وثوريون، هجوماً عنيفاً على “هيئة تحرير الشام” متهمينها بتسليم المناطق للنظام بعدما انتزعتها بالقوة من يد الثوار وفصائل الجيش الحر.
وتداول ناشطون ووسائل إعلام محلية، ستة شروط وضعتها الهيئة للمشاركة في المعارك الجارية الآن في أرياف حماة وجنوبي إدلب، منها أن تكون هناك غرفة موحدة تقودها الهيئة، وأن تكون التغطية الإعلامية محصورة بها، وأن يكون التمهيد بالسلاح الثقيل على الفصائل الأخرى..
إلا أن العميد المنشق أحمد رحال، نفى بعضاً من تلك الأنباء وأكد أخرى، فكتب موضحاً على تويتر: “بالنسبة للشروط الستة التي قيل إن هيئة تحرير الشام وضعتها للدخول في معركة حماة في غرفة عمليات موحدة مع الجبهة الوطنية وجيش العزة.. الكلام غير صحيح، لكن منع دخول فصائل درع الفرات ومنع إنشاء عمليات لأحرار الشام صحيح وتمنعه الهيئة حتى الآن”.
وحول السلاح الثقيل وأهميته، أردف العميد رحال في منشور لاحق: “هيئة تدمير الشام (تحرير الشام) تملك معظم السلاح الثقيل لأنها سرقته من فصائل الثورة سابقاً واليوم تتحكم بهذا السلاح الذي يعتبر بيضة القبان بمصير المعركة”.
وفي منشور ثالث، أشار رحال إلى ضلوع “الجولاني” في مساومات هدفها الوحيد بسط سيطرته على إدلب، فقال: “الجولاني وافق بمفاوضات دولية على تسيير الدوريات وفتح الطرق الدولية بالمحرر لكنه وضع ثلاث شروط:
-أن تكون الهيئة هي الممثل الوحيد بالتفاوض عن المحرر.
-طالب بتعويض اقتصادي من خلال منحه معابر على الطرق الدولية
-رفض حل أي تنظيم وخاصة حراس الدين
بالتأكيد تم رفض طلباته الثلاثة”.
واليوم، وقبل اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث هجوم إدلب وتداعياته، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين، إن قصف قوات بلاده على محافظة إدلب سيستمر بالتنسيق مع تركيا، رداً على ما وصفها بـ”الهجمات الإرهابية”. ولم يصدر موقف من تركيا حول ما يجري في إدلب وشمال حماة من قصف ومحاولات تقدم للنظام وروسيا على الأرض، واكتفى الرئيس التركي بالقول يوم الاثنين إن بلاده وقفت عائقاً أمام ارتكاب مجازر بحق المدنيين في إدلب!.
كما أن “الجيش الوطني” الذي شكلته تركيا من فصائل الجيش الحر شمالي حلب، لم يشارك في معارك إدلب وحماة، حتى إن مناطق سيطرته ممنوعة على النازحين الذين يتدفقون بالآلاف كل يوم، وقال نازحون من ريفي إدلب وحماة اليوم لصحيفة “العربي الجديد”، إنّ نقاط التفتيش الواقعة على حدود منطقة عفرين شمال غربي حلب، التي يسيطر عليها الجيشان “الوطني” والتركي، لم تسمح للنازحين بدخول المنطقة!.
عذراً التعليقات مغلقة