أحلامنا المسروقة

محمود أبو المجد6 مايو 2019آخر تحديث :
محمود أبو المجد

مع أول صرخة أطقلت وأول هتاف صدح في شوارع سوريا، كبرت أحلامنا وعادت آمالنا في أننا شعب لن يركع، اكتشفنا كم شبابنا عظماء، عظماء بعظَم الثورة، كبار بحجم آلامها على مدى ثماني سنوات.

صدحت الساحات بالهتافات المطالبة بالحرية، والهمم ترتفع مع كل هتاف جديد، و”الرايات” ترفرف في كل مظاهرة، لم تكن رايات متعددة بل هي “راية واحدة”، في ذلك الوقت الذي كانت الثورة تكبر وتتوسع ويضيق على النظام الخناق، حتى وصل صوت جماهير الثورة إلى قصره.

حلمنا بحرية وعدالة ومساواة، حلمنا بوطن تزهر فيه ورود الحرية الحمراء، حلمنا ومن حقنا أن نحلم، من حقنا أن نعيش كباقي الأمم، الكل سواسية في الحقوق والواجبات، من حقنا أن يكون للشعب كلمته، لا أن يكون الشعب مجرد “أرقام” مهمتها التصويت بـ “نعم”، حلمنا بقضاء عادل وتعود الحقوق إلى أصحابها، لا أن يصبح المظلوم مجرماً والظالم مظلوماً، وعاش شباب الثورة وشيبها وأطفالها في أحلام لم تتعدا كونها حقوقاً يجب تحقيقها، فهل حرام علينا الأحلام؟

جميعهم سرقوا أحلامنا كلها، حتى من كان يحلم معنا تخلى عن حلمه وكان له نصيب من السرقة، دول وملوك ورؤساء وقياصرة أزعجتهم أحلامنا، فشاركوا الظالم ظلمه ليحولوا أحلامنا إلى كوابيس، ليطفئوا شمسنا بظلمهم الحالك. أدخلوا الرايات في صفوف أحرارنا، حتى سالت الدماء بين الأخوة، وبعد تعدد الرايات تدخلوا بآلاتهم القمعية حتى يقتلوا كل من يحلم منا، لكنهم لم يعلموا أن الحلم باقٍ.

هم سلبوا منّا كل ما نملك لكنهم لم يستطيعوا سلبنا كرامتنا، الكرامة التي دفعتنا إلى الحلم، سرقوا تاريخنا، وحاضرنا وماضينا، بعثرونا في بلاد الشتات، لم يتركوا لنا بقعة أرض صغيرة نحلم فيها، حولوا قسماً منّا إلى حالمين برغيف خبز، بحبة زيتون، بخيمة تسترنا، لكن الحلم ما زال مستمراً. الحلم بالغد الساطع سيتحقق، فمهما طال ليل الظلم، لابد أن يعقبه نهار الحرية، سنبقى نحلم حتى نحقق حلمنا بعودة قريبة إلى ساحات الحرية، تلك الحرية التي كان ثمنها غالٍ جداً.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل